«هى أقدم خريطة على وجه الأرض عمرها تجاوز 8 آلاف عام قبل الميلاد»، يحكى العالم الجيولوجى دكتور محمد الجزار فى وصف «الخريطة» التى تتصدر مقتنياته الجيولوجية النادرة، أن قدماء المصريين قد استنسخوا من الخريطة الأصلية التى تمت الاستعانة مرارا وتكرارا بها فى عديد من الكشوف اللاحقة فى التاريخ، كما جرى على أيدى الرحالة كريستوفر كولومبس، و الرحالة الأشهر مجلان.
وأضاف الجزار أن هذه الخريطة تستعمل فى أوروبا حتى اليوم من باب اكتساب العلم والمعلومة. وقال فى وصف الخريطة الاستثنائية: «يصنع منها حتى اليوم نماذج مصغرة وواضحة للبرهنة على كروية الأرض»، مضيفا أنها كانت من أوائل الخرائط التى التزم بدراستها المصريون القدماء، وساعدتهم فى وضع أسس علم الخرائط، وأخرجوا للعالم أشكالا أكثر تقدما من هذا العلم.
ويضيف أن تلك الخريطة تكشف أيضا بدء مساعى الاستكشاف الكونى، موضحا: «وقتها لم يكن معروفا أن هناك تسعة كواكب، واقتصرت المعارف حينها على ستة فقط هي: الأرض، والمريخ، وعطارد، والزهرة، والمشتري، وزحل».
ويوضح الدكتور الجزار: «لم يكن معروفا وقتها وجود كواكب بلوتو، ونيبتون، واورانوس».
ويستطرد أن الخريطة العريقة أبرزت أيضا وجود الفصول الأربعة سنويا، وكذلك الظواهر الجوية المختلفة من أمطار ورياح وغيرهما، وتكشف «الخريطة» أيضا عن مواقع عجائب الدنيا السبع القديمة، تتصدرها عجائب مصر، وهما «فنارة الإسكندرية»، و«الأهرامات».
> شكل بدائى لقارة إفريقيا كما ظهرت فى خريطة الـ «8 آلاف عام»
كما أن الخريطة ظلت لسنوات فيما بعد عهد المصريين القدماء، بين صفحات أطلس خاص بأندر الخرائط الجغرافية الإفريقية. وشكلت مددا ودعما للأجيال التالية الساعية وراء معرفة حقائق الواقع الجغرافى العالمي.
وحسب الجزار، وكما كشفت الخريطة الاستثنائية، فإن قارة إفريقيا كانت عبارة عن صحراء وصخور ورمال ليست لها أى معالم حدودية بين الدول كما هو معروف فى الوقت الحاضر. ويضيف: «كان الحد الوحيد الذى أظهرته الخريطة العريقة فى إفريقيا هو نهر النيل».
ولفت إلى أن «الخريطة» التاريخية لا تكتفى بهذا، إذ إن منطقة شمال إفريقيا كانت غنية بفئات بشرية مختلفة هم «البربر»، و«البوشمن»، و«السيمتز»، و«النيكروز»، و«البيجمز»، ولكن ارتبط بضفاف نهر النيل فئة محددة عرفوا بـ «النيليين».
> نموذج مقتبس تم استخدامه فى رحلات الكشف عن الذهب
وذلك كله كان من أسرار «الخريطة» العريقة التى رسمت يدويا بالفحم البدائى فى نسختها الأولية، قبل تبنيها فى هيئات توثيقية مختلفة. وبخلاف هذه الأسرار، تعد الخريطة دليلا قائما على أن قدماء المصريين يستحقون عن اقتدار لقب « فلاسفة علم الجغرافيا» الذين سعوا بجد وراء كل أدوات الكشف عن الواقع الجغرافى للأرض .
رابط دائم: