أرقام مزعجة وخطيرة أعلنها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء حول نسبة الطلاق فى مصر .. إن هناك حالة طلاق كل دقيقتين ونصف ويحذر الجهاز من أن الظاهرة قد زادت فى السنوات الأخيرة وتمثل تهديدا للواقع الاجتماعى فى مصر .. إن الطلاق ظاهرة اجتماعية لها أسبابها ومنها ارتفاع نسبة الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة التى تعانى منها الطبقات الفقيرة.. كما أن البطالة أحد الأسباب الهامة أمام عزوف الشباب عن الزواج وهى من أسباب ارتفاع نسبة الطلاق حيث لا يجد الشباب مصادر دخل مناسبة ويكون الانفصال هو الحل .. من أهم أسباب الطلاق أيضا ارتفاع أعباء الزواج بحيث تكون الديون هى الطريق لإكمال الزواج وينتهى الأمر إلى تراكم الديون والعجز عن سدادها ويتم الانفصال والغريب أن نسبة حالات الطلاق هى الأعلى فى العائلات الغنية.. حيث القدرة المالية التى تجعل الإنسان يفكر فى الزواج والانفصال أكثر من مرة .. ولا يمكن أن نفصل ظاهرة الطلاق عن ظاهرة أخرى أكثر خطراً وهى انتشار المخدرات خاصة بين أبناء الطبقات الغنية.. إن المخدرات أصبحت الآن تمثل تهديدا للأجيال الجديدة ولا يمكن أن نتجاهل حالة الانفلات والفوضى التى يعانى منها الشارع المصرى وغياب الانضباط فى سلوكيات الناس.. إن الفقر الشديد أقرب الطرق للطلاق كما أن الثراء الشديد يفقد الزواج أحيانا الكثير من قدسيته .. ولا أدرى ما هو الحل وكيف نعيد للزواج مكانته القديمة مسئولية واحتراما .. كان الحفاظ على الأسرة من أهم مظاهر الترابط فى حياة المصريين وكان الطلاق من أخطر ظواهر الخلل والانفلات .. وربما كانت الظروف الاقتصادية التى تتعرض لها الأجيال الجديدة من الأسباب الخفية للطلاق .. بقيت بعد ذلك كارثة كورونا وهى من أسباب الطلاق ليس فى مصر وحدها ولكن فى العالم كله.. إن الأرقام التى يعلنها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء من وقت لآخر حول الظواهر الاجتماعية والسلوكية فى الشارع المصرى تمثل أجراسا تنبهنا ولابد أن نسمع إليها لأنها الحقيقية.. كانت الأسرة المصرية من مفاخر المصريين تماسكا وانضباطا ومسئولية ويجب أن تبقى..
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: