رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
السيسى.. واعتذار ماكرون

كان استقبال فرنسا للرئيس عبد الفتاح السيسى شيئا رائعا فى كل شىء، وهو يعكس عمق العلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا.. جاء اعتذار الرئيس ماكرون عن الرسوم التى أساءت لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام تقديراً للإسلام والمسلمين فى العالم.. خاصة أن الرئيس السيسى أكد ضرورة احترام الأديان، وأننا شعوب تقدس أديانها وأن حقوق الإنسان لا تعنى الإساءة لمقدسات الشعوب.. هناك مصالح كثيرة بين مصر وفرنسا فى مياه البحر المتوسط أمام اعتداءات وأطماع تركية متعددة وصلت إلى تحديات عسكرية واحتلال بلد عربى يواجه الآن غزواً تركياً.. إن عدوان تركيا على الأراضى الليبية واقتحام مياه المتوسط، كل هذه القضايا تمثل تهديداً لمصالح مصر وفرنسا ومن هنا تأتى ضرورة التنسيق الأمنى والعسكرى بين البلدين خاصة أن فرنسا الآن تمثل مصدراً من أهم مصادر السلاح للجيش المصرى.. إن هناك علاقات تاريخية بين مصر وفرنسا، والشعب الفرنسى عاشق للحضارة المصرية القديمة، وهناك أجيال من المبدعين ورجال الفكر والفنانين المصريين الذين تعلموا فى فرنسا وتأثروا بثقافتها.. ولاشك أن زيارة الرئيس السيسى لباريس فى هذه الفترة تحمل رسائل كثيرة ربما كان أهم ما فيها اعتذار الرئيس ماكرون عن الإساءة لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، خاصة أن رد الفعل فى العالم الإسلامى ضد فرنسا ومقاطعة السلع الفرنسية كان مؤثراً على الاقتصاد الفرنسى أمام اضطرابات سياسية يشهدها الشارع الفرنسى الآن.. المهم أن الزيارة حققت نتائج مهمة فى ظروف تاريخية صعبة.. إن العالم العربى أكثر المناطق اشتعالا وهناك تحديات وأطماع كثيرة وتحولات فى السياسة العالمية وتهديدات فى أكثر من مكان ما بين تركيا وإيران وإسرائيل.. وهناك شعوب عربية تعانى فى العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وأمام كل هذه التحديات هناك رئيس أمريكى جديد قادم سوف تكون له حسابات وسياسات مختلفة. من هنا يأتى دور مصر وموقعها وهو دور يحكمه التاريخ والمسئولية.. كانت حرارة الاستقبال واعتذار الرئيس ماكرون أهم ما جاء فى هذه الزيارة..

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: