من سمات الدول المتحضرة والراقية أنها تضع نظما متطورة لحركة المجتمع والأفراد بشكل منتظم بحيث يسهم فى تقدم هذه الدولة أو تلك وييسر التنقلات على السكان، وينظم أمور حياتهم بصورة أرقى وأسهل. وعلى سبيل المثال فإن وضع نظم متطورة للمرور، وتنظيم الشوارع، ووضع مواقيت مناسبة لفتح وإغلاق المحال التجارية والمقاهى وأماكن الترفيه وغيرها تعد كلها من الأمور البديهية فى الدول المتقدمة، وبالطبع يتم اتخاذ تلك الإجراءات ووضع هذه النظم بعد دراسات جديدة لحركة المجتمع وسلوك الأفراد حتى تكون متناسبة ومتناغمة مع ثقافة المجتمع وبالتالى تتم الاستجابة لها وتنفيذها بكل صرامة لأنها فى نهاية المطاف تصب فى مصلحة الدولة والأفراد معا.
وفى هذا الإطار، لابد أن نرحب ونشجع قرار وزارة التنمية المحلية الذى يبدأ تنفيذه من اليوم «الثلاثاء» بشأن مواعيد إغلاق وفتح المحال التجارية والمولات بحيث تفتح أبوابها من السابعة صباحا وتغلق فى العاشرة مساء فى الشتاء، وفى الصيف تغلق فى الحادية عشرة مساء. وتفتح المطاعم والمقاهى والبازارات يوميا من الخامسة صباحا وتغلق فى منتصف الليل شتاء، والواحدة صباحا صيفا بينما تفتح الورش والأعمال الحرفية داخل الكتل السكنية يوميا من الثامنة صباحاً وتغلق فى السادسة مساء شتاء والسابعة مساء صيفاً.
وغنى عن الذكر، أن القرار يهدف لتحقيق الانضباط فى الشارع المصري، وخفض حدة الضوضاء، وكذلك حماية صحة المواطنين وسلامتهم خاصة فى ظل الموجة الثانية التى تتعرض لها البلاد من وباء كورونا القاتل الذى يهاجم العديد من دول العالم الأخرى، بكل قسوة وشراسة حاليا.
والواقع أن القرار يشتمل على العديد من الميزات الأخرى أهمها أنه سوف يعمل على توفير استهلاك الطاقة التى تتكبد خزينة الدولة المليارات سنويا لتوفيرها، كما أنه يمنح الفرصة لعمال وموظفى الأجهزة التنفيذية لرفع القمامة من الشوارع وبالتالى تحسين مستوى النظافة فى محافظات مصر.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: