رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

دراسة صينية.. «البطل الضد» فى شعر أمل دنقل

محمد هزاع;

المثقفون الصينيون المنشغلون بدراسة الأدب العربى يعرفون جيدا أمل دنقل وأدواته الشعرية والفنية لأن شعر دنقل استوعب ظواهر لم تكن راسخة من قبل، ومنها ظاهرة توظيفه لما يمكن أن نسميه البطل الضد أو البطل الثانى فى القصيدة باعتبار أن البطل الرئيسى أو الراوى الشعرى وهو الشاعر نفسه حول هذا الموضوع جاءت اطروحة الباحث الصينى (فان جان لينج) تحت عنوان البطل الضد فى شعر أمل دنقل.

.............................

البطل الضد فى ادب أمل دنقل يختلف عن البطل التقليدى فى الرواية أو القصة القصيرة، فالمقصود بالضدية هنا أن البطل الثانى عند أمل دنقل هو بطل متناقض متضارب مختلف مع شخصية الراوى الشعرى أو البطل الرئيس، وهو فى ذلك يذكرنا بأعمال الأديب الفرنسى بلزاك وخاصة فى روايته (أوجينى غرانديه)، والأمر نفسه مع رواية (دون كيخوته).للروائى الأسبانى (ميجل دى ثيربانتس)، وتظهر شخصية البطل الضد عند أمل دنقل بجلاء فى عدة أعمال شعرية، وهى (مقابلة خاصة مع ابن نوح) و(من أوراق أبى نواس) و(من مذكرات المتنبي) حيث تظهر الشخصية الضد بجلاء، فكل من ابن نوح وأبى نواس والمتنبى , وهى من وجهة نظر أمل دنقل شخصيات وظفها للرمز وللموقف .

وقسم البحث الى عدة محاور منها استدعاء البطل الضد من رموز التراث الأدبى مثل شخصية أبى نواس والمتنبي، وكذلك أستلهام صورة البطل الضد من التراث الديني، ومنها توظيفه لشخصية الشيطان على سبيل المثال فى عمله المهم ( كلمات سبارتاكوس الأخيرة ) والتى قرن فيها من خلال عمله صورة الشيطان بصورة الثائر سبارتاكوس الذى وقف فى وجه الامبراطورية الرومانية، وقاد فى وجهها ثورة العبيد، كذلك توظيفه لقصة سفينة نوح من خلال قصيدته (مقابلة خاصة مع ابن نوح) والتى وظفها أمل دنقل فى سياق نقده للواقع العربى المعاصر، وأسقط النقد على بعض الحكام حينما تركوا شعوبهم فريسة للفقر والحاجة والاذلال، وما ترتب عليها من ثورات عارمة فى وجه الطغاة والذى عبر عنه دنقل بصورة رمزية بليغة حينما قال مصورا هروب رموز السلطة من مراكز القيادة الى سفينة الهروب :

جاء طوفان نوح

ها هم ( الحكماء) يفرون نحو السفينة

المغنون سائق خيل الأمير المرابون قاضى القضاة

عالج الباحث قضية البطل الضد عند أمل دنقل من خلال التراث الأسطورى والحكايا الخرافية , وهو ما بدا فى توظيفه لشخصية (أوديب ) فى عمله الكبير (العار الذى ننتقيه) وكذلك توظيفه للشخصية اليونانية الأسطورية (سيزيف) من خلال قصيدة (كلمات سبارتاكوس الأخيرة )، ناقشت الرسالة توظيف دنقل للشخصية الضد من خلال الحكايا الخرافية مثل حكاية (زرقاء اليمامة) و(شهريار وشهرزاد) وهى الحكايا التى أسقطها أمل دنقل من زاوية الرمز بعيدا عن أصل المضمون، كذلك وظف الشخصية الضد من خلال التراث الشعبى متمثلا فى حكايا الطيور والحيوانات الخرافية والزهور والألوان وحكايا الرحلات البحرية , ولعبة الأقنعة .

وفى الجانب الفنى نجح الباحث فى دراسة شخصية البطل الضد من خلال البنيات الأسلوبية ومنها بنيه الترادف ونقيضها بنية التناقض والتقابل والتضاد باعتبارها الركيزة الأصلية فى بناء الشخصية الضد , كذلك بنية (المفارقة) والتى جاء توظيفها لخدمة فكرة السخرية من الأوضاع العربية المعايشة , والتى بدت بجلاء فى قصيدة (من مذكرات المتنبي) .

ولمس الباحث أن أمل دنقل كان مهموما بفكرة المجاز العقلى والتى اتجه فيها تجاه لعبة الاقنعة والرمز والتورية الشعرية , كذلك توظيفه للمجاز اللغوى والذى بدا كثيرا فى صورة الاستعارية الظاهرة والضمنية وتشبيهاته المقلوبة والمعروفة عند أمل دنقل .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق