فى هذا الشهر (نوفمبر 2020) يحق لنا ـ نحن المصريين ـ أن نحتفل بالذكرى الرابعة لعبور اقتصادى كبير يحمل لنا قبسا من روح العبور العسكرى العظيم فى أكتوبر 1973... إنها ذكرى إعلان القرار المسئول، الجرىء والشجاع، الذى اتخذه طارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى بتحرير أو تعويم سعر صرف الجنيه المصرى، بدعم وتشجيع كاملين من الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى نوفمبر 2016. ومثل أى عبور وانتصار، فإن العبور الاقتصادى كانت له أيضا تكلفته التى كان لابد من دفعها، وهى التكلفة التى دفعتها ولاتزال تدفعها القطاعات الأقل دخلا فى مصر، والتى سوف تتناقص بالضرورة مع الوقت. غير أن العبور الاقتصادى انتقل بالاقتصاد المصرى من حال إلى حال بمعنى الكلمة، فاختفت السوق السوداء للعملات الأجنبية، واصبح للجنيه سعر واضح وثابت نعرفه كل صباح فى صحف الصباح وأجهزة الإعلام...هل تتذكرون المعاناة التى كانت تصيب الباحث عن عملة أجنبية ليسافر للخارج ، فيلتقطه تجار العملة، وأباطرة وفتوات السوق السوداء؟ اختفت اليوم السوق السوداء! أما التغيرات الأعظم والأهم فهى ماترتب على التعويم من تأثيرات اقتصادية إيجابية وشديدة الأهمية. هل تعلمون مثلا الطفرة التى حققتها الصادرات الزراعية المصرية ...؟ هل تعلمون أن مصر أصبحت اليوم أكبر مصدر للبرتقال فى العالم ..تلك المعلومة ذكرتها صحيفة فاينانشيال تايمز مؤخرا (24/10) . هل تعلمون الأثر الذى رتبه تعويم الجنيه على ازدهار السياحة ...؟ فى العام الماضى (2019) بلغ عدد السياح لمصر 13 مليون سائح، متفقا مع إشادة منظمة السياحة العالمية بالنمو القوى الذى حققه قطاع السياحة المصرى، والذى يتضمن أيضا جهودا مهمة للتطوير التكنولوجى والتحول الرقمى فيه. الآثار الإيجابية للتعويم مازالت تظهر تباعا... وتحية مرة أخرى لطارق عامر فى ذكرى العبور الاقتصادى!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: