لمة الصحاب تحلو عندما يجتمعون بعيدا عن الصخب والضوضاء، وينسون معها الهموم ويفضفضون بالحكايات ويجترون الذكريات.. ولا يستقيم كل ذلك دون كوب شاي في «الخمسينة». فبعد يوم عمل شاق في الأرض الطينية الطيبة تحت لهيب الشمس الحارقة أو في شدة الصقيع، يجتمع الأصدقاء تحت شجرة التوت، يستظلون بظلها ويستنشقون نسمة الهواء النقي، حول موقد أشعلوه من عيدان وأوراق النباتات الجافة «الحطب»، يضعون عليه براد الشاي الحالك السواد من الخارج، ناصع البياض من الداخل، لتغلي فيه مياه «الترومبة» النقية التي تخرج من جوف الأرض.
يعدون شاي العصاري «في الخمسينة» ذا المذاق الخاص، داخل كوب من الزجاج، لا يمتليء لآخره لكن علي حد قولهم «شاي يعدل الدماغ» .
ومع رشفات الشاي الساخن، «يتظبط» المزاج ويتبادلون الأحاديث والضحكات وينسون تعب ومشقة اليوم وهمومه.
رابط دائم: