رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
أولاد الأكابر

كيف تغير الواقع الاجتماعى فى مصر ووصل إلى ما وصل إليه؟.. طبقات اجتماعية هبطت إلى القاع وأخرى صعدت إلى القمة دون أن تكون .. هناك أسباب موضوعية للصعود أو الهبوط ولكن الأزمة تتصاعد حتى وصلت إلى فوارق اجتماعية لم تشهدها مصر من قبل .. لقد حذرنا كثيراً من الزواج الباطل بين السلطة ورجال الأعمال ومن ظهور طبقة جديدة فى مصر توفرت لها مصادر ثراء غير مسبوقة وبلا عمل أو جهد .. إن حصول الشخص على قطعة أرض من الدولة بأرقام هزيلة كان كفيلا بأن يصبح من أثرياء مصر بين يوم وليلة .. وقد تم توزيع مساحات مهولة من الأراضى على المسئولين والمحظوظين وكانت الأسماء وما زالت مسجلة فى قوائم معروفة على الشواطئ والمدن الجديدة .. على جانب آخر فقد حقق عدد كبير من الأثرياء أموالاً طائلة من شراء مشروعات القطاع العام التى بيعت فى برامج الخصخصة وقد اشتراها هؤلاء بمبالغ هزيلة وباعوها بالمليارات .. إن هذه الصفقات الضخمة كانت وراء هذه التحولات الاجتماعية التى غيرت كل الثوابت الاجتماعية فى حياة المصريين .. وكانت هجرة الملايين من الكفاءات المصرية إلى الدول العربية وراء الكثير من الظواهر الاجتماعية التى ظهرت فى الواقع الاجتماعى المصرى .. إننا الآن نعانى خللا اجتماعيا فى الأخلاق والسلوك وظهرت علينا أمراض اجتماعية خطيرة أمام التفاوت الطبقى الرهيب وانقسام المجتمع بين من ملكوا كل شيء ومن حرموا من أى شيء .. وقد صاحب ذلك كله سلوكيات مريضة فى الشارع المصرى ما بين الانحراف والجرائم وما بين الانفلات والتعالى .. ولم تعد مصر التى عرفناها وأحببناها كما كانت .. إن الشواهد الغريبة التى نراها الآن من الفوضى وعدم احترام القوانين والسلوكيات السلبية التى تسللت إلى حياتنا وأصبحت ظواهر عامة .. قضايا تحتاج إلى وقفة قبل أن يفلت الزمام أكثر من هذا.. إننا نعانى تراجع الضوابط التى تحكم سلوكيات الناس أمام الانفلات والمخدرات والفوضى وكلها أمراض شوهت صورة المجتمع وغيرت ثوابته وأخلاقه..

[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: