«الجنيه الرقمى».. هل يرى النور؟

مع إعلان الصين نيتها إصدار 10 ملايين يوان رقمى على سبيل التجربة، تنضم بذلك العملة الصينية للعملات الرقمية التى يتسابق عليها العالم بهدف تدشين نظام جديد للتعاملات المالية غير النقدية فى عصر ما بعد كورونا، خاصة أن الخطوة الصينية تتزامن مع إعلان 7 بنوك مركزية كبرى منها الفيدرالى الأمريكى إنها بالفعل تدرس معايير إصدار عملات رقمية لعملاتها الوطنية.

وهذا التحول للعملات الرقمية له جوانب ايجابية كثيرة أولها تقليل هيمنة الدولار على التسويات الدولية ما يفتح الباب نحو تخفيض تكلفة تسوية التعاملات التجارية بين الدول التى تضطر حاليا لتوسيط عملة الدولار مما يحملها بعمولات للبنوك الأمريكية رغم أنها قد لا تكون طرفا فى الصفقة التجارية أساسا، وبالتالى فإن هذه الخطوة ستنعش عمليات التبادل التجارى عالميا، كما أن التحول للعملات الرقمية قد يقلل من حدة التقلبات السعرية فى أسواق الصرف والأهم قد يساعد الدول النامية فى تقييم عادل لقيمة عملاتها أمام العملات الأخري، يستند على تطورات القطاع الإنتاجى الحقيقى وليس مضاربات القطاع المالي.

ولاشك أن مصر يمكنها الاستفادة من مزايا العملات الرقمية، خاصة وهى تتطلع لمضاعفة حجم صادراتها إفريقيا وعربيا ولذا نأمل أن يسارع البنك المركزى المصرى فى دراسة ضوابط ومعايير إصدار العملات الرقمية لتكون مصر أول دولة بالشرق الأوسط تصدر عملتها الوطنية الجنيه رقميا، كما نأمل ان يطلق البنك المركزى مبادرة للتوافق بين البنوك المركزية العربية على معايير وآليات تبادل تلك العملات الرقمية مع وضع الضوابط الكافية لمكافحة أى محاولات للاحتيال على الشركات والبنوك المصرية بهذه العملات الرقمية الجديدة.