كان من حظى أن تزاملت خلال سنوات عضويتى لمجلس الشورى بقامات خبيرة فى تخصصها، من بينها الدكتور شوقى السيد المستشار السابق بمجلس الدولة الذى كان عندما يقف ليتكلم فى أى جلسة يسرق الأسماع بموضوعيته وتفكيكه تفاصيل الموضوع بسهولة، مبديا رأيه المعارض كثيرا بلباقة لا يستطيع من يختلف أو يتفق معه إلا أن يرفع له القبعة كما يقول الأجانب. ولهذا استقبلت بسعادة موسوعته الضخمة التى تقع فى 568 صفحة وحملت عنوان (مجلس الشيوخ) إصدار دار روزا اليوسف.
يسرد الدكتور شوقى تاريخ الحياة البرلمانية فى مصر ابتداء بالمجلس العالى الذى أنشأه محمد على باشا فى نوفمبر 1824، ونص على أن ينظر المجلس فى الحال أن يسنح خاطر مولانا صاحب الدولة ولى النعم برأى سديد على عبده المأمور أن يدونه ويشعر به المجلس (ص28 ). وفى 1866 أصدر الخديو إسماعيل أمرا بتأسيس مجلس شورى النواب حيث إن مجالس الشورى شوهدت منافعها ومحسناتها الجليلة فى الممالك المتمدنة (ص32) وهكذا حتى صدر أول دستور لمصر عام 1923 وتضمن إنشاء برلمان بمجلسيه الشيوخ والنواب. وتستمر الرحلة إلى صدور دستور 1956 لمصر الجمهورية بعد ثورة يوليو، وقد جعل البرلمان مجلسا واحدا (مجلس الأمة) إلى أن أعيد فى عام 1980 إضافة مجلس الشورى الذى ألغى 2013 وعاد مؤخرا باسم مجلس الشيوخ .
وإلى جانب التاريخ تضمنت موسوعة د. شوقى السيد فصلا خاصا يهم كل برلمانى عن التقاليد البرلمانية التى حرص عليها مجلس الشيوخ. وقد كان من بين هذه التقاليد التى أخذ بها مجلس الشورى السابق منذ بدأ عام 1980 عدم التصفيق فى جلساته باعتباره مجلسا أعضاؤه أكبر سنا وأقل انفعالا، وربما بسبب الجلسة الافتتاحية لاحظت كسر هذا التقليد الذى قد يكون مناسبا استمراره فى جلسات المجلس الجديد الذى يضم فى عضويته تكريما واستفادة المستشار فرج الدرى صاحب خبرة 25 سنة أمينا للمجلس السابق وما زال الحديث مستمرا.
[email protected]
[email protected]لمزيد من مقالات صلاح منتصر رابط دائم: