يكتسب مجلس الشيوخ, الغرفة الثانية للبرلمان مع مجلس النواب, أهمية كبيرة فى تعزيز الحياة السياسية فى مصر التى تستهدف تدعيم مسيرة النهضة الشاملة فى كل المستويات وعلى كل الأصعدة. ومع افتتاح الفصل التشريعى لمجلس الشيوخ أمس, تدخل الحياة النيابية مرحلة جديدة, يسهم فيها المجلس بدوره المنشود فى إطار الصلاحيات المحددة له التى تشمل مناقشة اقتراحات بعض مواد الدستور, ومناقشة مشروع الخطة العامة للتنمية الاجتماعية، والاقتصادية, وإقرار معاهدات الصلح والتحالف، وجميع المعاهدات التى تتعلق بحقوق السيادة, ومناقشة مشروعات القوانين ومشروعات القوانين المكملة للدستور، التى تحال إليه من رئيس الجمهورية، أو مجلس النواب. كذلك مناقشة ما يحيله رئيس الجمهورية إلى المجلس من موضوعات تتصل بالسياسة العامة للدولة، أو بسياستها فى الشئون العربية أو الخارجية. وكلها تؤكد أهمية الدور الكبير المنتظر من مجلس الشيوخ.
وما يساعد المجلس فى أداء دوره فى دعم المسيرة التنموية هو تشكيلته، التى تمثل كل فئات المجتمع من الشباب والمرأة، وكذلك أطيافه السياسية، والحزبية لكى يكون انعكاسا صادقا فى التعبير عن قضايا وهموم المجتمع والمواطنين, ويكون مكملا لدور مجلس النواب فى التشريع والرقابة. كما يضم مجلس الشيوخ فى عضويته الكثير من أصحاب الكفاءات والخبرات المهمة، التى يمكن الاستفادة العلمية منها فى مناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية وتقديم الحلول العلمية والواقعية لها, كذلك فى مناقشة القضايا المرتبطة بالميزانية وأولويات إنفاقها خاصة فى ظل توجه الدولة بالاهتمام بالمواطن المصرى باعتباره الغاية والهدف من التنمية وهو أداتها, وهو ما انعكس فى الاستثمارات والإنفاق الضخم فى قطاعى الصحة والتعليم، باعتبارهما الأساس لبناء الإنسان المصرى القوى، والقادر على التعامل مع متغيرات العصر الحديث، والنهوض بمجتمعه، ووطنه فى كل مجالات الإنتاج والتنمية.
ومع إجراء انتخابات مجلس النواب الأسبوع المقبل, فإن البرلمان المصرى بغرفتيه يمثل نموذجا مصريا راسخا فى الديمقراطية، والتاريخ العريق فى الحياة البرلمانية, ويؤكد مسار مصر فى دعم الحياة السياسية إلى جانب تعزيز التنمية بالتزامن مع مواجهة التحديات المختلفة سواء أزمة كورونا، او الإرهاب، أو التحديات الخارجية, وكلها تؤكد توافر الإرادة السياسية والشعبية لتجاوز تلك التحديات وبناء مصر الحديثة فى كل المجالات.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: