كان يسعى مجتهدا، لكنه ما كان يدرك أن اجتهاده سيكون له نتائج إيجابية. فقد تحقق للدكتور أيمن محمود، وهو أحد علماء «وكالة الفضاء المصرية»، الكثير من تفاصيل حلمه، ولكنه مازال يسعى إلى تحويله إلى واقع يساعد فى تطوير قدرات مصر فيما يخص قطاع علوم الفضاء.
فقد فاز دكتور أيمن محمود، بالمسابقة التى أعلنها مكتب الأمم المتحدة لشئون الفضاء الخارجى، عن تصميمه « كاميرا فضائية» يمكن تثبيتها داخل محطة الفضاء الدولية. وحسب شرح العالم المصرى الشاب، فإن «الكاميرا» ستكون قادرة على التقاط وتسجيل صور فضائية دون أى تكلفة تذكر لمدة عام، مما سيوفر النفقات الباهظة لإطلاق قمر صناعى يستهدف إتاحة الصور والمعلومات اللازمة لوضع خطط التنمية فى مختلف المجالات.
وأوضح الدكتور محمد القوصى الرئيس التنفيذى لـ «وكالة الفضاء المصرية»، للأهرام أن «محطة الفضاء الدولية» مملوكة لخمس جهات هي: أمريكا، وروسيا، واليابان، وكندا، ووكالة الفضاء الأوروبية. وأضاف أن الجهات الخمس لها وجود بالمحطة لإجراء التجارب الخاصة بها. ومنذ إنشاء المحطة عام 1998 إلى الآن، لم يتحقق لجهة من خارج مجموعة الخمس الوجود لإجراء تجارب خاصة بها، أو وضع مكون فضائى.
ويتمثل بذلك إنجاز أيمن محمود فى أن تصبح مصر على يديه من أولى الدول الإفريقية التى تضع «كاميرا فضائية» على المحطة الدولية، لمدة عام كامل دون مقابل، ومن ثم الحصول على الصور والبيانات من المحطة وإرسالها إلى مصر، لتتم معالجتها والاستفادة منها فى مجالات مختلفة.
ويوضح الدكتور القوصى أن الكاميرا تم تسجيل براءة اختراعها، ويمكن مستقبلا تصنيعها فى الوكالة وتسويقها كمنتج فضائى، لاستخدامها فى المشروعات الفضائية. وتعنى تصريحات القوصى أن تلك الكاميرا قد تصبح أول منتج لوكالة الفضاء المصرية يمكن تسويقه عالميا.
وعن فكرة تصميم الكاميرا، يحكى الدكتور أيمن محمود، وهو عضو مجلس إدارة وكالة الفضاء المصرية ورئيس قسم التصوير الفضائى بالوكالة «أن مكتب الأمم المتحدة لشئون الفضاء الخارجى أعلن بالمشاركة مع شركة «أيرباص» مسابقة دولية لتصميم مكون فضائى يمكن إضافته إلى المحطة الدولية. وأن تكون سماته متوافقة مع جميع أجهزة المحطة، دون أن يؤثر سلبيا على سلامة رواد الفضاء.
ويضيف «وبالفعل تقدمت بتصميم مبتكر يعتمد فى الأساس على فكرة استخدام المكونات الالكترونية المتاحة تجاريا فى تصنيع كاميرا فضائية تعتمد فى عملها على تقنيات الذكاء الاصطناعى لتصنيف الصور والأهداف الموجودة بالصورة».
وتم تصنيع الكاميرا كمكون داخل الأقمار الصناعية الصغيرة التى تم تصنيعها بالكامل بأيد مصرية بوكالة الفضاء المحلية. ويوضح دكتور أيمن محمود أن التصميم المبتكر للكاميرا نجح فى الصمود خلال منافسة شرسة مع عدة دول لها باع فى مجال تكنولوجيا الفضاء، مثل إيطاليا، واستراليا، وغيرهما.
وحسب دكتور أيمن محمود، فإن التحدى الأكبر فى تنفيذ التصميم تمثل فى توافق سماته مع جميع المعايير الفنية واشتراطات السلامة الموجودة المتبعة داخل محطة الفضاء الدولية. وكان هناك تحد آخر متمثلا فى ضمان قدرة الكاميرا الفضائية على التقاط الصور على ارتفاع كبير من الأرض، ومع احتساب سرعة دوران المحطة الفضائية، والتى تدور نحو 14 مرة يوميا حول الكرة الأرضية.
رابط دائم: