رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حرب الشائعات وسلاح الدبلوماسية الشعبية

قديماً كانت الدولة صاحبة الجيوش الأقوى هى التى تنتصر، أما الآن فى عصر المعلومات فالدولة صاحبة القصة الإعلامية الأفضل هى التى تنتصر. فقد تحولت أرض المعركة إلى البيئة الافتراضية وتغيرت الأسلحة من الدبابات والمدافع إلى كلمات وصور وفيديوهات. واستغلت دول معادية وجماعات إرهابية ممنهجة هذه الإمكانات المتاحة فى الفضاء السيبرانى لإطلاق الشائعات وتشويه صورة الدولة فى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لذا كان على الدولة أن تجد مسارات موازية لدرء الشائعات ومواجهة التضليل. أحد الأسلحة التى استخدمتها الدولة المصرية سلاح الدبلوماسية الشعبية. ففى ظل حدود مجالات عمل الدبلوماسية الرسمية استخدمت الدولة دبلوماسية البشر كفاعل إضافى لإبراز صورتها الإيجابية. والهدف هو التواصل مع المواطنين الأجانب باستخدام الحوار والقوة الناعمة كى تجذبهم وتخلق رأيا عاما عالميا وانطباعا إيجابيا عنها عبر أرضية مشتركة للوصول لحالة تفاهم وتأييد لسياساتها واتجاهاتها بطرق ووسائل غير رسمية. فدعم الدولة للقوة الناعمة كالأحداث الخاصة من أنشطة رياضية وفنية ومهرجانات سينمائية هى سلاح يتم تسويقه عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى ليهدم كل تشكيك ضد الدولة، كما أن دعم الدولة للمنح الدراسية وتشجيع حركة المبتعثين من وإلى مصر سواء فى بعثات تعليمية أو لمهام محددة له دور كبير فى رسم ملامح حقيقية رغم الأكاذيب، بالإضافة لدور المشاهير والنقابات ومنظمات المجتمع المدنى والفرق الرياضية والأحزاب والفن والثقافة. والتحرك الشعبى لخلق صورة معينة يعزز التفاهم بين الدول رغم اختلاف الثقافات. مثلما فعلت مصر حينما دعمت مبادرة بعض الشخصيات العامة والمشاهير فى الفن والرياضة لزيارة دول حوض النيل بعد الثورة. ومثل ما يفعله دائماً نجم كرة القدم المصرى محمد صلاح برفع علم مصر فى أى مكان يتوجه إليه. وهنا تعمل الدبلوماسية الشعبية دورًا مكملاً للدبلوماسية الرسمية فى تحقيق أهداف واستراتيجيات الدولة إقليميًا ودوليًا من أجل تحقيق الأمن.وإبراز هذا فى وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى التى تلعب دورًا هائلاً فى تجييش الرأى العام وتشكيله. ويأتى هذا السلاح فى إطار الرد على حروب الجيل الرابع التى تستخدم التشكيك والشائعات بغرض كسر وحدة الصف الداخلي، والتى تعمل كحرب نفسية بغرض صنع اضطرابات وقلاقل لتفتيت الدول المستهدفة عبر غزوها ثقافياً. فالرد على الهجمات الكثيفة التى تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى لا يأتى بشكل رسمى فحسب بل يتم فيه توظيف الإرادة الشعبية ليقف الكل كحائط صد ضد الأكاذيب والاتهامات والتضليل. الطفرة الهائلة التى تشهدها مصر حالياً فى مجال افتتاح فروع الجامعات الأجنبية، كالجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا تعتبر أحد الأسلحة التى تواجه الأكاذيب، لأنها ببساطة تمد جسورا للتواصل الشعبى بوفود من وإلى مصر والتعاون البحثى المشترك هو الآخر كفيل بتوضيح الصورة الحقيقية للمصريين ومن هى مصر.

قطار الدولة يعمل بلا توقف، سواء بإنجازات أو مشروعات قومية ضخمة لم تقم منذ سنوات طويلة ومع كل هذا العمل الضخم وضعت الدولة المواطن ــ هو ايضاً ــ كشريك مسئول فى إبراز صورة وعظمة مصر ففى كل لقاء يحرص الرئيس السيسى على توضيح الأمور للشعب وشرح ما تتعرض له الدولة من مؤامرات وهو بهذا يشجع الملايين على استخدام سلاح الدبلوماسية الشعبية، فالدولة قد تؤدى عملها على مستوى السياسة الخارجية بامتياز ولكنها لن ترد وحدها على الأكاذيب بل سيتعاون معها أبناؤها للرد وتوضيح المواقف وإبراز الصور الإيجابية.

وخير مثال على رد الشعب على دعوات الهدم والتخريب هو تصدر أكثر من هاشتاج منها لست وحدك، والسيسى مكمل بأمر الشعب وبالسيسى نتحد، ليحتل ترند تويتر فى مصر كإعلان عن رسائل الدعم الشعبى للإنجازات والتى تدعوه لإكمال مسيرة البناء والتعمير غير ملتفتة لمحاولات الهدم والدعوات التحريضية، فالشعب واع ويقف ضد قوى الشر ويصطف خلف قيادته مستخدماً سلاح الدبلوماسية الشعبية لكسر قوة الشائعات.

 

كلية الإعلام ــ جامعة بنى سويف


لمزيد من مقالات د. أمانى ألبرت

رابط دائم: