رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حديث الجمعة
مكــانة الـــشهيد

مكانة الشهيد على مر العصور مكانة عظيمة دينيّا وروحيّا وإنسانيًا ، حتى رأينا الشاعر العربى الأصيل يذكر أن  أيام الشهداء هى أيام التاريخ والتاريخ الحقيقى والفخار الحقيقى ، حيث يقول : 

يوم الشهيد تحية وســــلامًا

بك والنضال نؤرّخ الأياما

أما المنزلة الدينية فيكفى أن الحق سبحانه وتعالى قرن فى كتابه العزيز بين منزلة النبيين ومنزلة الشهداء والصديقين فقال سبحانه : «وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ  وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا» (النساء : 69-70) ، وبين سبحانه أن الشهادة إنما هى منحة واصطفاء واجتباء ، فقال (عز وجل): «..وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ..» (آل عمران : 140) .

فالشهداء ليسوا أمواتًا إنما هم أحياء عند ربهم يرزقون ، ويكفى الشهيد منزلة أن ذنوبه تكفر بأول قطرة من دمه ، وأن الشهداء يتمنون لو عادوا إلى الدنيا ليستشهدوا فى سبيل الله مرة أخرى لما رأوا من عظيم منزلة الشهادة حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : «مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ غَيْرُ الشَّهِيدِ فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ» ، وعن جابر بن عبد الله قال : لما قُتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أُحد, قال لقينى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فقال: يا جابر, مالى أراك منكسراً ؟ قلتُ : يا رسول الله استشهد أبى وترك عِيالاً ودَيْناً, قال: أفلا أبشِّرك بما لقى الله به أباك ؟ قلت : بلى يا رسول الله, قال: «ما كلَّم الله أحداً قطُّ إلا من وراء حجاب, وكلّم أباك كِفاحاً, فقال: يا عبدى تمنَّ عليَّ أُعطِكَ, قال : يا رب تُحيينِى فأُقْتَل فيكَ ثانيةً , فقال الربُّ سبحانه إنه سبق مِنِّى أنهم إليها لا يرجِعُون ، قال يا رب , فأبلِغْ مَنْ ورائى, قال : «فأنزل الله تعالى: «ولا تحسبنَّ الذين قُتِلُوا فى سبيلِ الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يُرزَقُونَ».

 ومن الناحية الوطنية والإنسانية فإن الأوطان العظيمة هى تلك التى تحتفى بتاريخ شهدائها ، وتظل تؤرخ لهم وتذكرهم بما يستحقون من الفضل والعزة والشرف ، وتعتنى بأسرهم وأبنائهم وذويهم على شاكلة ما تقوم به مصرنا العزيزة فى إكرام أسر الشهداء وأبنائهم، فى ظل القيادة الحكيمة لسيادة الرئيس / عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية (حفظه الله) .

لكن علينا أن نتعلم من دروس الشهادة حب العطاء للوطن والاستعداد للتضحية فى سبيله ،فلا نتعامل مع أوطاننا بمنطق النفعية المقيتة ، على نحو ما كان من تعامل المنافقين مع أوطانهم، حيث يقول الحق سبحانه : «وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِى الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ» (التوبة : 58) ، ويقول سبحانه : «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ  ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ» (الحج : 11)  .

التعامل مع الوطن هو  لون من رد الجميل والاعتراف بالفضل له ، ولله در شوقى حيث يقول :

وللأوطان فى دم كل حر

يد سلفت ودين مستحق


لمزيد من مقالات د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

رابط دائم: