أصبح ملحا أن تلعب وزارتا الثقافة والإعلام دورا أكبر فى صياغة الأعمال الفنية والدرامية، وأن يكلف بها من هم على دراية وعلم حقيقى بمفرداتها بعد ما وصلنا إليه من تدهور شديد فى قيمنا وسلوكياتنا، والاعتقاد خطأ أن الحداثة والحياة العصرية تتطلب التخلص من كل مبادئ وقيم صاغت الشخصية المصرية الأصيلة. فالعصرية ليست الأخذ بنماذج العنف والانفلات والشرور منهجا للحياة، ومحورا لأعمال الدراما المصرية، كما أنها لا تعنى التمسك بنماذج لاتتفق مع مفرداتنا الأصيلة من احترام الآخر والتعاطف والرحمة والشهامة والمرح، وليس الإسفاف وبذاءة القول والفعل، واضمار الشر، والإدمان والبلطجة، وكلها باتت تسيطر على أعمالنا الدرامية حتى أصبحت نموذجا يحتذى فى المجتمع، وهذه كارثة حقيقية تهدد بانهيار المجتمعات. ولا تسمع لمقولة إن ذلك وليد فقر، فطوال تاريخنا هناك فقر وغنى ولكن كانت الأخلاق محفوظة. طبعا تسهم وسائل التواصل الاجتماعى فى بث السموم مثلما هى على جانب آخر تيسر حياتنا. لكن لا يوجد ما يوازن تلك السموم فى نفوسنا. حتى منصات العرض الاليكترونى تروج لأعمال العنف بدلا من انتاج اعمال تتضمن محتوى يزرع الروح الإيجابية والسلوكيات الإنسانية الحميدة والمحبة. للأسف تلك الشرور باتت مفردات معظم أعمالنا المقدمة. نتمنى أن تتكاتف وزارتا الإعلام والثقافة وتسارعان بوضع تصور عملى لانتشالنا من ذلك التردى. وبالتأكيد هما قادرتان على مد اليد لكل مبدع جاد للمشاركة فى ذلك. وهنا أضم صوتى لدعوة الكاتب فاروق جويدة فى مقاله بالأهرام: هوامش حرة، حيث تناول تأثير غياب النخبة من مثقفين وفنانين ومبدعين وانزوائهم، مؤكدا أن فى غياب عقل مصر تظهر مواكب الجهل والتخلف. نرجوكم كفى شرا!
لمزيد من مقالات إيناس نور رابط دائم: