ما إن تهبط سوق الجمال بمركز دراو بأسوان، حتى تتذكر غناء الحداء المرتبط بالإبل، وحكاياتها فى التراث الصعيدى.
فى إحدى زواياه يجلس عم عبد المعين حسن، يشد «سلبة الإبل» ويردد «آآآخ»، فيتسجيب الجمل ويجلس بين يديه ليقوم بفحصه الطبى ومعرفة أمراضه.. يتفحص اللسان الذى يظهر ما يعانى منه الجمل ، ويحدد أيضا شراسته، ويتفحص الوشم المحفور على جسده، وهو يشير لجنس الإبل ونوعه، تلك العادة القديمة التى صنعتها القبائل للتمييز بين إبلها فى موسم الرعى..
الجمل حيوان له سمات البشر كما يؤكد عبد المعين ، فمنها الأصيل و«قليل الأصيل».. فالجمل «المولد» وفىّ لصاحبه، أما «البشارى» فهو يخزن العداوة، ويترك صاحبه فى الشدة، لذا فتربيته تحتاج إلى معاملة خاصة جدًا، فهو يكره العنف، ويبادل العنف بالعنف.. وهناك الجمل «الزبيدى» و«الرشيدي» و«العزباوي»، وغيرها من الأجناس سواء المعدة للذبح والطعام، أو التربية التى يعرفها المحنكون.
ويضيف عبدالمعين لـ «الأهرام»: «كى تربى الإبل يجب أن تعرف الأدوية التى تنقذ الجمال من أمراضها، وأن تعرف شهور صيامها، فهى تبدأ الصيام حين يمتلئ السنام بالدهن فتقل رغبتها فى الطعام وغالبا تكون من شهر ديسمبر حتى أوائل شهر أبريل».
رابط دائم: