رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى ذكرى وفاته..
فؤاد المهندس «بجماليون» المسرح

كتب ــ وسام أبوالعطا
مشهد من رائعة «سك على بناتك»

تحكى الأساطير الإغريقية عن نحات عظيم يدعى «بجماليون» كان يكره النساء بشدة وذات يوم قرر ان ينحت تمثالا لامرأة جميلة، وبعد ان انتهى من التمثال أعجب به ووقع فى غرام صنيعته وكساها بأفخر الثياب وأغلى المجوهرات لدرجة انه دعا آلهة الحب «فينوس» أن تبعث الحياة فى تمثاله حتى يهنأ بحبها .

من تصاريف القدر ان تكون أسطورة بجماليون هى المصدر الاساسى للقصة الشهيرة «سيدتى الجميلة» والتى تم تقديمها عل معظم المسارح العالمية كما قدمتها السينما الأمريكية وقدمها ايضا المسرح المصرى بنفس الاسم ليجسدها ببراعة «بجماليون» المسرح المصرى فؤاد المهندس أمام «سيدته الجميلة» شويكار، والتى تتشابه أحداثها الى حد كبير مع طبيعة العلاقة بين فؤاد المهندس وشويكار. فعلى الرغم من ظهور شويكار على الساحة الفنية قبل ان تتعاون مع فؤاد المهندس، إلا أن نجوميتها الحقيقية لم تتألق إلا بعد وقوفها أمامه في المسرح والسينما، حيث ان التعاون تم بينهما بالصدفة، حينما اضطر الفنان الكبير السيد بدير للسفر فى مهمة رسمية الى تشيكوسلوفاكيا وكان مرشحا لدور «ياقوت افندي» فى مسرحية «السكرتير الفني»، فقام بترشيح الفنان الشاب وقتها نجم برنامج «ساعة لقلبك» فؤاد المهندس.

كان فؤاد المهندس بالفعل هو بجماليون المسرح فى الستينيات، حيث استطاع من خلال نجوميته الطاغية أن يكتشف العديد من المواهب الذين أصبحوا بعد ذلك من كبار نجوم الكوميديا فى مصر والعالم العربى .

فمن أهم أسرار أستاذية الفنان فؤاد المهندس، هو إتاحة الفرصة للوجوه الجديدة «وقتها» من خلال أعماله، وذلك على مدار تاريخه الفنى الطويل، فمثلا أعطى لعبد الله فرغلى مساحة كبيرة ينفرد خلالها بخشبة المسرح أمام الجمهور فى مشهد لا ينسى فى مسرحية «حواء الساعة 12» وأيضا مع الشابين سيد زيان وفاروق فلوكس فى مسرحية «سيدتى الجميلة»، حيث اقترحا عليه المشهد الشهير الذى جمعهما معه فى الفصل الاول، فلم يمانع، وأصبح ذلك أحد أجمل مشاهد المسرحية. وكذلك فعل مع عادل امام والضيف احمد فى مسرحية «أنا وهو وهي»، حيث ترك لعادل بداية الفصل الثانى، وترك للضيف بداية الفصل الثالث منفردين مع الجمهور مما اكسبهما شهرة واسعة بعدها. كما قدم محمود الجندى بهيظة «النجم» فى مسرحية «انها حقا عائلة محترمة » مما ساهم فى صنع تجربته بعدهه. وأيضا مع الوجهين الجديدين احمد راتب ومحمد أبو الحسن فى مسرحية «سك على بناتك»، حيث كان يجلس صامتا امام كل منهما على المسرح مستمتعا باجتهادهما وموجها لهما فى انتزاع ضحكات الجمهور دون ان يلحظ احد .

فى حوار سابق صرح الفنان الراحل جورج سيدهم، أوضح بأنه فى عام 1970 كانت فرقة ثلاثى اضواء المسرح تستعد لعرض مسرحية «كل واحد وله عفريت»، وكان يقوم باخراج المسرحية الفنان الراحل الضيف أحمد، أحد أضلاع مثلث فرقة الثلاثي. ولكن شاءت الأقدار ان توافيه المنية فجأة قبل ان يكتمل العرض، فارتبكت فرقة الثلاثى وبدأ التفكير فى اجهاض فكرة مشروعهم إجمالا. لكن تكررت زيارات فؤاد المهندس للاطمئنان على الفرقة وعلى افرادها الذين كانوا يمرون بصدمة نفسية جماعية. فاخرجهم من هذه الحالة وطالبهم بان تستمر الفرقة بدون الضيف . فاستقر الجميع على ان يتم تعديل النص لكى يقوم ببطولته سمير غانم وجورج سيدهم فقط، وظلت مشكلة البحث عن مخرج للعرض، فتطوع الفنان الكبير فؤاد المهندس للقيام بإخراج العرض، وكان شرطه الوحيد ان يتم وضع اسم الضيف احمد كمخرج للعرض المسرحى وفاء لذكراه. واليوم تحل ذكرى وفاة المهندس فى 16 سبتمبر 2006 وتبقى إنجازاته شاهدة على سيرة بجماليون المسرح .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق