رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بعد 70 عاما على إسقاطه..
أهالى بورسعيد يتذكرون «ســــــــــــــــــــبيل الملكة فيكتوريـــا»

بورسعيد ــ محمد عباس
«سبيل الملكة فيكتوريا».. كما كان قبل تحطيمه

لا تقتصر حسرة المهتمين بتراث وتاريخ بورسعيد على ما حل بتمثال المهندس الفرنسى فريناند دى لسبس، صاحب مشروع «قناة السويس»، والذى تمت الإطاحة به من جانب فدائيى المقاومة الشعبية من على قاعدته الواقعة بالمدخل الشمالى للقناة  يوم 24 ديسمبر 1956 . وذلك بعد ساعات قليلة من رحيل آخر جندى محتل للمدينة الباسلة فى نهاية وقائع «العدوان الثلاثي».

ولكن تلك الحسرة تمتد لتشمل عددا كبيرا من التماثيل الأخرى التى كانت تشغل شوارع وعقارات  «الحى الأفرنجي»، والملاصق للقناة، وفى مقدمتها تحفة «سبيل الملكة فيكتوريا». فقد كان «الحى الأفرنجي» مركزا لإقامة الجاليات الأجنبية فى بورسعيد، وذلك على مدار عقود منذ بدايات مشروع الحفر، ومرورا بافتتاح المشروع العملاق، وحتى نهايات عقد الخمسينيات. والحسرة المقصودة بخصوص «دى لسبس» أو «سبيل فيكتوريا» وغيرهما، تتعلق بالبعد التاريخى والفنى لهذه القطع النحتية، والتى تم تجاوزها تماما بسبب الخلفية السياسية الكامنة وراء تلك القطع والتى تحولت إلى ما يشبه «اللعنة».

وتحفة «سبيل الملكة فيكتوريا» من بين تلك التحف التاريخية النادرة، والتى وإن لم تحظى بشهرة تمثال دى لسبس، فإنها تحظ باهتمام مؤرخى بورسعيد وارتبطت بوعى مواطنيها وذكرياتهم. تواجد «سبيل فيكتوريا» على رصيف السور الغربى للقناة بالواجهة الشرقية لبورسعيد القديمة «تقاطع شارعى السلطان حسين وأوجينا أمام باب 10 الجمركى حاليا». ولكن كل ما تبقى من ذكرى «السبيل» تلاشى بما يثير الأسف.  

وعن «سبيل فيكتوريا»، يوضح المؤرخ البورسعيدي، المهندس مسعد سليمان، أن «السبيل» ما هو إلا تمثال للملكة البريطانية. وأضاف أن اللورد كرومر، المندوب السامى البريطاني، هو من تولى إزاحة الستار عن التمثال فى 22 يونيو 1897، بمناسبة ذكرى مرور 60 عاما على حكم الملكة فيكتوريا، ملكة بريطانيا حينذاك.

ويحكى سليمان كيف أن التمثال، الذى شكل تحفة نحتية، كان مرتكزا على قاعدة ترتفع على أربعة تماثيل لأسود موزعة بين الجهات الأربعة، ويخرج من فم الأسود الأربعة الماء، فى محاكاة لفكرة «النافورة». وبفضل الموقع المميز لـ «سبيل فيكتوريا»، والذى يقع فى نهاية شارع أوجينا، وبجوار سور الميناء مباشرة، فقد كان ماثلا بحيث يمكن للسفن العابرة عبر قناة السويس أن تشاهده.

وعن نهاية «سبيل فيكتوريا»، يكمل سليمان حكيه: «فى سبتمبر1947، اشتعلت المظاهرات فى بورسعيد إثر إعلان مجلس الأمن فشله فى حل النزاع المصرى البريطاني، ورفض بريطانيا الوفاء بوعودها بالجلاء عن مصر. فتم تحطيم (سبيل فيكتوريا) رميا بالحجارة لتكون نهايته».

كانت الملكة فيكتوريا صاحبة السبيل، هى ملكة بريطانيا العظمى وأيرلندا ولدت فى 24 مايو 1819، وعرفت بأن لها دورا فعالا فى إدارة الحياة السياسية. فشاركت رؤساء الوزارة فى اتخاذ القرارات. وبعد وفاة زوجها الأمير ألبرت عام 1861، فضلت الانسحاب من الحياة العامة، إلا أن ذلك لم يمنعها من الاستمرار فى منصبها، حتى أصبحت صاحبة أطول فترة حكم فى تاريخ بريطانيا. وبفضلها ولأثرها، تمت تسمية عهدها بـ «العهد الفيكتوري»، فى إشارة إلى العديد من النجاحات التاريخية والثقافية والمعمارية.

وقد تمت تسمية عهدها بـ «الحقبة الفيكتورية»، خاصة وقد بلغت بريطانيا أوجها خلال هذه الفترة سواء من حيث التوسع الاستعمارى والازدهار الاقتصادي، أو الازدهار الثقافى. كانت فيكتوريا صاحبة أطول عهد للحكم فى بريطانيا قبل أن تقتنص اللقب منها، الملكة إليزابيث الثانية، وفى عام 1897، تم الاحتفال بالعيد الماسى لحكم فيكتوريا، والذى كان من احتفالاته إرساء «سبيل فيكتوريا» فى بورسعيد. وأصبح «السبيل» بعد ذلك من أوائل المنحوتات التى سقطت على مدار التاريخ بفعل دلالاتها السياسية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق