كلمة عابرة
برنامج الجدعان

يقوم الزميل محمد غانم بجهد مميز فى برنامجه التليفزيونى (الجدعان)، المخصص لمتابعة المبدعين وإبداعاتهم فى أعمال الزراعة والنشاطات المتعلقة بها. وتتعدد مجالات النماذج التى يقدمها، عمن يستصلحون الأراضى الصحراوية، ومن يوفرون فى استخدام مياه الرى، ومن يطورون طرق الرى، ومن يقدمون أساليب حديثه بعضها غير مطروق قبلاً فى معالجة المياه لتكون صالحة للرى، وكيفية التعامل مع المخلفات فى خطوط انتاج لصيقة بالمشروعات، تؤكد أنه يمكن أحياناً تدوير 100 بالمائة من مخرجات العملية الانتاجية، وأحياناً يدخل بعض المخلفات كعنصر أساسى فى صناعة أخرى، تعود على أصحابها بمكاسب ضخمة، وتوفر على الدولة استيراد مواد ضرورية. وتختص كل حلقة بنشاط محدد، مثل معجزة زراعة قصب السكر فى الصحراء، مع ضمان انتاج أعلى، بمعدل حلاوة أكبر، مع استخدام مياه رى أقل. ومثل زراعة أشجار الباولونيا الشجرية، فى الصحراء بمياه قليلة لتثمر أفضل أشجار لصناعة الخشب، لتمد صناعات الأثاث بأهم احتياجاتها التى تستوردها، مع الأوراق الخضراء العملاقة التى هى أجود علف لتغذية الماشية والأغنام، مع أفضل زهرة تغذى النحل الذى ينتج أنواعاً فاخرة من العسل. وهناك حلقات عن تربية خراف البرقى المطلوبة فى الداخل والخارج، من سلالة نادرة فى صحراء مرسى مطروح، وحلقات أخرى عن تربية الحمام والدواجن والأسماك..إلخ. وهذه مجرد عينة محدودة من فيض من الموضوعات.

ومن النقاط الجميلة فى هذا البرنامج أن محمد غانم، اعتمد على خبرته الطويلة كمحرر شئون زراعية فى (الأهرام)، وفرت له معلومات ضخمة عن الموضوعات التى يعالجها، وأتاحت له أن يتمكن من إجراء حوارات جادة مع الخبراء والعاملين فى هذه المجالات. أضف إلى هذا أن كل تغطياته من خارج الاستوديو، فى ميدان العمل والانتاج، وكما أنه يجرى مقابلات مع القائمين على الانتاج فهو يعرض آراء الخبراء والمسئولين، مما يوفر معلومات ثمينة للمشاهد غير المتخصص، كما أنها أيضاً تبعث الأمل فى إمكانية حل مشاكل مصرية ترسخ عنها أنها مستعصية غير قابلة للعلاج، خاصة مع فشل حكومات متعاقِبة فى إحراز تقدم يعالج اليأس الذى ساد.