رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قريبا على البشر .. الإدراك الخارق

أثار نجاح زرع شريحة داخل دماغ خنزير، انتباه العالم أجمع. ففى حدث هو الأول من نوعه نجحت شركة نيورالينك فى عرض التجربة عبر بث مباشر أمام العالم أجمع. وفيها قاموا بعرض نشاط الخلايا العصبية لدماغ خنزيرة تُدعى جيرترود حيث ظهرت مجموعة من النقاط وسلسلة من الضوضاء حينما يلمس أنفها الأشياء. ما يعنى إمكانية سبر أغوار الدماغ وتسجيل نشاطه والتنبؤ بسلوكه.

بالطبع لم يكن الهدف الرئيسى من هذه التجربة الخنازير، ولكن الشركة قامت بسلسلة من التجارب على الحيوانات حتى تتمكن من تطبيقها قريبا على البشر. الفكرة ببساطة هى زراعة رقاقة داخل الدماغ ثم ربطها بخيوط إلكترونية مع الخلايا العصبية فوق القشرة المخية. الرقاقة لن يزيد حجمها عن 8 ملى والخيوط الإليكترونية أرفع 10 مرات من شعر الإنسان وسيقوم إنسان آلى بخياطة الخيوط الإلكترونية داخل الدماغ بشكل أسهل من عمليات الليزك. هذه الخيوط ستتواصل بشكل لاسلكى مع جهاز صغير مثبت خلف الأذن أو فى تجويف فى الجمجمة متصل بالإنترنت.

وهى محاولة لتحويل الخيال العلمى إلى واقع، لدمج عمل الدماغ مع الأجهزة الإلكترونية عبر الذكاء الاصطناعي. ما يعنى نقل المعلومات من الدماغ للخارج أو استقبالها. وكأن هناك جهاز تتبع مثبتا فى الدماغ يعطيه أو يرسل منه إشارات.هذه الإشارات قد تكون أفكارا أو أوامر لفعل شيء محدد. كماسيتمكن من الاقتران بتطبيقٍ على الهاتف الذكى عبر البلوتوث كما يحدث فى إنترنت الأشياء إذ يتم توصيل الأجهزة ببعضها ويتم التحكم بها عن بعد عبر تطبيق معين، وهذا ما سيحدث داخل عقول البشر حيث سيتم توصيل الشريحة بتطبيق لتقوم بتنفيذ الأوامر.

هذه الشريحة المتصلة بالإنترنت ستتمكن من قراءة كل أنشطة الدماغ البشرى وكيف يفكر. كما ستحدث طفرة فى علاج البشر خاصة العمليات المعقدة المرتبطة بعلاج بعض الأمراض العصبية والزهايمر وفقدان الذاكرة والسمع وإصابات الحبل الشوكى والأطراف الصناعية. فعلى المدى الطويل هناك طموح لإعادة الحركة لأشخاص لا يتحركون، وتحفيز خلايا الدماغ فلا يفقد الإنسان ذاكرته أو سمعه. كما ذهب البعض لتحفيز بعض الخلايا وعلاج الأمراض النفسية كالاكتئاب والأرق .وإمكانية التحكم مستقبلا فى الذكريات والأحلام.

ويعتبر هذا نوعا من أنواع تطوير وتعديل الدماغ البشرى بشكل تقنى أو ما يسمى ما بعد الإنسانية. وهو ما يمكن أن يفتح أبوابا للتخاطر الفكرى بين البشر دون كلام وكذلك الدخول على الانترنت والبحث عن أى معلومة بالعقل فقط. والتواصل العقلى مع الأجهزة والتليفونات المحمولة.

وهو ما يطمح صاحب الشركة أيلون ماسك فى أن يصل يوما إلى ما يصفه بـالإدراك البشرى الخارق. بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعى مع العقل البشري. ولكن رغم ترحيب العالم بهذه الأفكار التى تساير تيار التطور التكنولوجى الهائل، إلا أن الأمر يثير مخاوف كبيرة. فهل يتحول الإنسان إلى آلة بشرية؟ وهل يمكن أن تثور الآلة على البشر وتسيطر على العقول؟ ربما يحتاج الوصول لإجابة وقتا طويلا.

ولكن هذا لا يمنع، أن ما كنا نراه يوما فى أفلام الخيال العلمى على وشك التحقق. من زرع شريحة صغيرة فى دماغ إنسان ثم السيطرة عليه وتوجيهه طبقا لأوامر محددة. نحن نعيش فى عصر حروب الجيل السابع التى تستخدم التكنولوجيا للسيطرة على البشر ليصبح الإنسان رقما مسلسلا ضمن قائمة من الأشخاص ينفذون الأوامر التى توجه لهم بشكل تلقائى دون تفكير.

فالشريحة المزروعة داخل الدماغ قادرة على السيطرة التامة على الشخص ليصبح مسلوب الإرادة وعبر ترددات معينة وإشارات كهربائية تؤثر على كيمياء المخ يتم إرسال أوامر محددة لينفذها هذا البشرى المندمج مع تقنيات الذكاء الاصطناعى.

 

> كلية الإعلام ــ جامعة بنى سويف


لمزيد من مقالات د. أمانى ألبرت

رابط دائم: