► الملح السيناوى يعبر لأسواق أمريكا وإيطاليا واليونان وبلغاريا وإيطاليا عبر ميناء شرق التفريعة
► تصدير مواد إعادة إعمار ليبيا ولبنان من الميناء
ما تشهده منطقة شرق بورسعيد لا يمكن تخيله، جهود تفوق الخيال، عمل علي مدار الساعة، في منطقة عمليات تعد الأكبر في مصر وقد تأخذ تصنيفا إقليميا، وفق جهود لإحلال التربة الرخوة واستبدالها بأرض صلبة تستعد لاستقبال الاستثمارات من شتي بقاع الأرض.
عندما تزور شرق التفريعة لأول مرة تشهد معركة حقيقية من أجل التنمية تمتد علي مساحة 63 مليون متر مربع، هي مساحة المنطقة الصناعية فيها.
وعلى مدى البصر ترى آلات تزرع الأرض بأنابيب لسحب المياه على أعماق تتراوح بين 4 و7 أمتار ويطلق عليها «فتائل» وظيفتها تهيئة التربة وإصلاحها قبل أن يتم نقل تربة جديدة إليها.
ولا تتوقف الأعمال فقط على إحلال التربة، بل إن ثمار التنمية انطلقت فعليا منذ تدشين وافتتاح أنفاق 3 يوليو والتى ربطت المنطقة بجميع مناطق البلاد، وجعلت ميناء شرق التفريعة يعمل على مدار الساعة، بعد أن كان أسيرا لحركة تباطؤ عمليات النقل وصفوف الانتظار قبل افتتاح شرايين الحياة للميناء.
وتكشف الزيارة 163 لميناء شرق التفريعة التابع للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والتى شاركت الأهرام فيها، ملحمة البناء التى تشهدها المنطقة، وتبشر بانطلاقة اقتصادية بعد أن باتت قبلة الاستثمارات الأجنبية والمحلية على السواء.
ويروى الربان على عاصم مدير ميناء شرق التفريعة، بعضاً من فصول تنمية الميناء والمنطقة الصناعية، بدأ بعرض المخطط العام للمنطقة الصناعية التى تقع فى قلب حركة التجارة العالمية، وتربط قارات إفريقيا وآسيا بأقصر الطرق بأوروبا.
وقال إن عبقرية المكان الذى يقع فى نطاق امتداد طريق الحرير الصينى يزيد أيضا من جاذبية المنطقة استثماريا، فضلا عن المقومات الرئيسية التى تزيد فرص المنافسة والاستثمار عالميا.
وأضاف أن المخطط الاستراتيجى 2030 -2050 للمنطقة الذى تم إعداده بالتعاون مع أكبر بيوت الخبرة عالميا، يكشف عن مؤشرات مهمة، منها تنافسية الأيدى العاملة، وحيث يصل متوسط أجور العمالة فى الوظائف ذات المهارات التقليدية والدنيا نحو 140 دولارا شهريا، فيما تزيد إلى 757 دولارا للعمالة الماهرة.
وعلى صعيد الطاقة، فإن المنطقة تعد الأرخص بين المقاصد الاستثمارية المنافسة، وتصل لنحو 0.04 دولار لكل كيلوات/ساعة، بينما تصل تكلفة المياه لنحو 0.15 دولار، فيما تضم المنطقة الشمالية نحو 3 مناطق صناعية هى شرق بورسعيد، وشرق الإسماعيلية وأبوخليفة بالقنطرة غرب، إلى جانب ثلاثة موانئ بحرية، هى شرق بورسعيد وغرب بورسعيد والعريش.
وأوضح أنه فى سبيل تنمية وتطوير المنطقة، تم تدشين قناة اقتراب بطول 9.1 كيلو متر وبعرض 250 مترا وبعمق 18.5 متر، قابلة للزيادة إلى نحو 22 مترا، الأمر الذى جعل ميناء شرق بورسعيد مقصد أكبر سفن الحاويات فى العالم.
وهو ما انعكس إيجابيا على حركة الحاويات خلال شهر أغسطس الماضي، حيث سجلت مؤشرات شركة السويس لتداول الحاويات أكبر معدل لها منذ إنشائها بنحو 220 ألف حاوية، وذلك وفق تصريحات وسيم محمد المدير التجارى للشركة والذى التقته الأهرام خلال الجولة.
وكان لحالة النشاط القياسى لحركة الأعمال فى المنطقة، المساهمة بشكل قوى فى تعزيز وزيادة صادرات مصر من السلع المبردة والسلع الزراعية، منها البرتقال والبطاطس والفراولة، عبر الميناء الذى يتمتع بقدرة على شحن السلع عابرة للعمق الأوروبى فى أقل من ثلاثة أيام.
وكشف الربان «عاصم» أن المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية الروسية ستكون جاهزة قبل منتصف العام المقبل، حيث تتواصل أعمال إحلال التربة بالمنطقة بهدف استقبال الاستثمارات.
وأضاف أيضا أن الأهمية الإستراتيجية لميناء شرق التفريعة، جعلته مقصدا لتصدير مواد المساهمة فى إعادة إعمار ليبيا وكذلك لبنان، إلى جانب تصدير منتجات مثل الملح الذى يتم إنتاجه من سيناء إلى كل من أمريكا وإيطاليا ولبنان واليونان وبلغاريا وإيطاليا.
وأوضح أننا حريصون على جعل ميناء شرق التفريعة أول ميناء أخضر بالبلاد، بما يتسق مع مبادرات الحفاظ على البيئة، الأمر الذى يجعلنا نتبع إجراءات من شأنها خفض معدلات الإنبعاثات، وهو ما يميز الميناء ويجعله فى مصاف الموانئ صديقة البيئة.
وأشار إلى أننا حريصون على تنويع المقاصد الاستثمارية بالمنطقة، ومؤخرا وقع تحالف «بولوريه تويوتا تسوتشو إن وآى كى» اليابانية، اتفاقا لإنشاء محطة دحرجة سيارات ومركبات «رورو» بطول رصيف 600 متر وساحة 225 ألف متر مربع، فيما تجرى دراسة لإنشاء محطة استقبال لمخلفات السفن على مساحة 20 ألف متر مربع، تعد أولى الخدمات البحرية بالميناء، بما يعزز من الاستثمار فى هذا المجال.
ومن المتوقع أن يتسلم المطور الصناعى «شرق التفريعة للتنمية» باقى مساحات المرحلة الأولى البالغ مساحتها نحو 4 ملايين متر مربع خلال الربع الأول من العام المقبل، بعد أن تسلم نحو 2.5 مليون متر مربع حاليا.
وقال أحمد المفتى مدير عام شرق التفريعة للتنمية الصناعية إنه من المخطط أن تضم المراحل الأربعة البالغ مساحتها 16 مليون متر مربع، نحو 1200 مصنع، حيث نقوم بعمل جولات ترويجية لجذب مستثمرين للمنطقة من المقاصد المصدرة لاستثمارات.
وأضاف أننا نركز على الهند والصين وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، مشيرا إلى أنه تمت المشاركة فى 34 مؤتمرا ومعرضا دوليا، وتم عمل لقاءات كشفت عن اهتمام نحو 150 مستثمرا بالمنطقة الصناعية فى شرق التفريعة.
وأضاف أن من المقرر تشغيل أول مصنع للصناعات النسيجية فى المنطقة قبل نهاية العام الحالى حيث يستهدف التصدير للأسواق الخارجية.
وأشار إلى أننا نركز أيضا على قطاعات الصناعات المتوسطة والخفيفة وكذلك قطاعات وسائل النقل والصناعات الكيميائية والهندسية ومواد البناء، كاشفا عن تحالف بين الدولة والقطاع الخاص لبناء عربات السكك الحديدية والقطار المكهرب والمونوريل، وهى صناعات جاذبة فى المنطقة بهدف التصدير وسد احتياجات السوق المحلية.
وتستهدف المنطقة أيضا قطاع الصناعات الصغيرة، عبر تأسيس مجمعات صناعية لها بما يعزز من القيمة المضافة وزيادة حركة التشغيل، ومن الصناعات الواعدة بالمنطقة أيضا صناعة المسبوكات، وتمتلك ألمانيا تقنيات متطورة فى هذا المجال، الأمر الذى يعزز التعاون مع الجانب الألمانى فى هذا القطاع بالمنطقة.
ويتبنى المطور الصناعى بالمنطقة فكرا لتأسيس تحالف يضم عددا من المؤسسات المالية المصرية بهدف ضخ رءوس أموال فى المشروعات التى تسعى للاستثمار بالمنطقة، ثم التخارج فى مراحل لاحقة، بعد أن تقوم المؤسسات المالية المصرية بجنى الأرباح من هذه الاستثمارات، وتحقق هذه الخطوة عددا من الإيجابيات، منها تشجيع الاستثمارات على التوسع فى المنطقة، فضلا عن تعزيز معدلات العائد على هذه المحافظ الاستثمارية التى ترصدها المؤسسات المالية.
وقامت الهيئة الاقتصادية لقناة السويس مع انخفاض حركة التجارة العالمية فى الربع الأخير من العام المالى الماضى بإطلاق منظومة حوافز لسفن الحاويات بميناء شرق التفريعة كان لها أثر ايجابى فى رفع تنافسية الميناء، فضلا عن أن تشغيل أنفاق بورسعيد كان لها أثر إيجابى على زيادة الصادرات المصرية بنسبة كبيرة.
وارتفع عدد الشاحنات فى العام المالى 2019 - 2020، إلى نحو 93.5 ألف، مقارنة بنحو 54.4 ألف فى العام المالى 2018-2019 وبزيادة قدرها 71.79%.
رابط دائم: