بالرغم من السهولة التى تتمكن بها النساء من تكوين المعارف والصداقات فإن الرجال يبدون دائما اكثر قدرة على الاحتفاظ بصداقاتهم واكثر حظا من النساء فى الحصول على الاصدقاء الجيدين، وغالبا ما تدوم صداقاتهم حتى نهاية العمر وهم يحتفظون بأصدقاء من زمن الطفولة ومقاعد الدراسة وهو ما لا يحدث إلا نادرا فى عالم النساء.
ربما كان عالم الرجال أكثر اتساعا وقدرتهم على الحركة اكبر وليس لديهم نفس التزامات وظروف النساء العائلية والاجتماعية، وبالتالى يتواصلون اكثر ويقضون وقتا اكبر مع اصدقائهم لكنها ليست الأسباب الحقيقة لعدم قدرة النساء على تكوين صداقات جيدة او مستمرة فالامر اكثر تعقيدا مما يبدو.
سمر عروس شابة كانت تستعد لحفل زفافها برفقة صديقتها المقربة ولكنها فوجئت صباح يوم الزفاف ان موعدها مع الماكييرة تم الغاؤه، وعندما تقصت الأمر علمت ان صديقتها المقربة هى من فعلت ذلك كى تفسد عليها ليلة العمر.
اما سهيلة فبعد ان فقدت عملها بسبب سوء تفاهم مع مديرها واتهامها بالإهمال علمت أن الفاعل الرئيسى هو صديقتها «الانتيم» التى لم تكن تخفى عنها شيئا.
بالنسبة لفريدة فالخيانة كانت اكبر فبعد خلاف مع خطيبها تدخلت فيه صديقتها لينتهى الأمر بفسخ خطبتها وزواجه بصديقتها فى أحوال أخرى يصل الأمر إلى الارتباط بالزوج نفسه
أما «رشا» فمصيبتها كبيرة فبعد خلاف بينها وبين صديقتها المقربة بدأ بسيطا وانتهى بان أرسلت صديقتها «سكرين شوت» لزوجها من محادثات خاصة جاءت فى اطار الضحك والهزار لكن كان من الصعب تفسيرها للزوج وانتهى الامر بطلاقها.
هذه الحكايات وغيرها تكشف عن مشكلات معقدة فى صداقات النساء فالامر لا يخلو دائما من المنافسة والغيرة وافتراض سوء النية والتدقيق فى الامور وتفسير المعانى الكامنة وراء الافعال والكلمات والانتقام فى بعض الاحوال وانقلاب الصداقة الى عداوة كاملة وهو ما لا نجده بنفس الدرجة فى عالم الرجال.
فى تجربة قام بها الباحثون بجامعة «بلايموث» الامريكية على عدد متساو من الطلاب والطالبات المقيمين فى السكن الطلابى التابع للجامعة تبين أن اغلب الطالبات ينتقدن زميلاتهن المقيمات فى نفس الغرفة ولا ينوين الإقامة معهن فى العام المقبل على عكس الطلاب الذكور الذين شعروا بمزيد من الرضا. وعندما طلب منهم تقييم زملائهم من حيث قدرتهم على التواصل الاجتماعى واهتماماتهم واخلاقياتهم ونظافتهم أعطت الطالبات درجات متدنية لزميلاتهن، بينما ارتفع تقييم الطلاب لزملائهم فى جميع الفئات ما عدا النظافة، وخرجت الدراسة بعدد من النتائج منها ان الرجال اكثر تسامحا مع اقرانهم على عكس النساء وفى الوقت الذى يفضل فيه الرجال التواصل جنبا الى جنب، اى عبر ممارسة الانشطة الرياضية والترفيهية معا تفضل النساء التواصل عبر وجه الى وجه بالحديث وتبادل الاخبار والاسرار والفضفضة. وفى الوقت الذى يعاتب ويلوم الرجل زميله فى سهولة يزداد الامر صعوبة مع النساء ولأنهن يفضلن هذا النوع من التواصل لذلك يتشاركن الكثير من التفاصيل التى قد تئول فى النهاية الى وجود بعض الترسبات العاطفية من الجانبين كما ان توقعات الرجال من أصدقائهم اقل من توقعات النساء التى تتوقع مساندة عاطفية اكبر فى حين يتوقع الرجال المشاركة فقط.
وقالت الدراسة ان الرجل يطلق كلمة صديق على شخص عرفه منذ فترة طويلة ولم يتواصل معه بسهولة فى حين أن النساء أكثر تشددا ولا يتواصلن من نفس النقطة التى انتهين عندها عند التواصل مرة أخرى مع صديقة قديمة.
بالرغم من ذلك فان الصداقات النسائية مهمة فى حياة المرأة ولا غنى عنها لصحتها النفسية كما يقول د. محمد سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس فالصديقة تمثل مصدرا للدعم العاطفى ومجالا متاحا امامها للفضفضة والتعبير عما يجيش فى نفسها وترجمة انفعالاتها المتضاربة وتستطيع ان تفهمها اكثر من أى شخص آخر ولكن لابد ان يكون العطاء متبادلا من طرفين بحيث لا يكون هناك طرف يستغل الآخر، وتكون الصداقة قائمة على الندية والمساواة والدعم الكامل والاحترام المتبادل وابتعدى عن تلك الصديقة التى تحاول أن تهاجمك حتى ولو كان عن طريق المزاح أو تحاول تغيير نظرتك للأشياء حتى تجعلك تشكين فى شخصيتك بهدف أن تكون دائما مسيطرة عليك وتجعلك تعتقدين أن المشكلة بك أنت
رابط دائم: