رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

طبع أم ملل؟
الرجـل الصامت

فى فترة الارتباط والخطوبة لا يكف الرجل عن الكلام وقد تستمر المكالمات الهاتفية حتى الصباح وبعد شهور قليلة من الزواج يتحول نفس الشخص الذى لا يمل الحديث إلى ذلك الكائن الصامت الذى لا يتحدث إلا قليلا ولا يرد إلا باقتضاب شديد وتبذل الزوجة مجهوداً يتضاعف مع الأيام لحثه على الكلام لكنه يزداد ابتعادا وصمتا

وتدور الأسئلة فى عقل كل زوجة لماذا تغير وهل توقف عن حبى وهل هو يتحدث مع أخريات؟

يبرر الأزواج الأمر عادة بأنها طبيعة الرجل الذى لا يحب كثرة الكلام والثرثرة مثل النساء وأن البيت بالنسبة له هو مكان للراحة وليس للكلام.

 

الشيء المحير بالنسبة لنهلة وهى زوجة وأم لثلاثة أطفال أن زوجها شبه الصامت فى البيت تنفتح شهيته للكلام اذا ما اتصل به احد أصدقائه أو عندما تخرج برفقته فى لقاءات الأصحاب أو الزيارات العائلية ويستولى على «القعدة» بنكاته وظرفه. فهو يحب الكلام والحديث لكن ليس معها. وتقول حاولت بكل الطرق أن أجذبه للكلام معى لكنه لا يجيب إلا بأقل الكلمات والوجود فى البيت بالنسبة له معناه الاستلقاء على كنبة غرفة المعيشة وبيده ريموت التليفزيون إلى أن يحين موعد النوم.

بالنسبة لإيمان فزوجها محامى وهى لا تعمل وتقضى يومها من السابعة صباحا حتى السابعة مساء وحدها وعندما يعود الزوج ويجلس جلسته المعتادة أمام التليفزيون تحاول فتح الكلام معه ولكنه يرد بجملة واحدة تشبه الرسالة الآلية المسجلة»الحمد لله كله تمام» وبقية الكلام ينحصر فى طلبات الشاى والفاكهة وإذا ما حاولت جره للكلام فهو يسمع ولا يرد ويتحجج بالصداع والتعب من العمل وتقول: عندما يرن تليفونه اسمع صوت الضحكات المجلجلة والموضوعات الطريفة وبمجرد ان تنتهى المكالمة يعود للصمت مرة أخرى ودائما ما يصف موضوعاتى بالسطحية والتافهة وليس لديه ما يقوله عنها وتضيف: ذات مرة قلت له أنت محامى وتتعامل مع عشرات القضايا ولديك عشرات من القصص والحكايات فاحكى لى عنها ما دامت موضوعاتى تافهة وسطحية فأجابنى قائلا: انا عايز ارجع البيت وانسى الشغل.

أما فاطمة فزوجها بعد عشر سنوات من الزواج وطفلين أصبح صامتاً تماما وتكاد لا تسمع صوته فى البيت ولا تجد ما تتحدث فيه معه وهى شبه متأكدة أن هناك امرأة أخرى فى حياته والدليل على ذلك انه مشغول بتليفونه طوال الوقت وتقول زوجى أصبح صامتا حتى إنه لا يتشاجر معى، بالعكس كلما كان هناك سبب يدعو للشجار يصمت تماما أو ينسحب أو يجلس فى مكانه «لا بيصد ولا بيرد» كما لو كان يعيش فى مكان آخر وليس معنا فى نفس البيت وتحت نفس السقف وتعليقه الوحيد على أى أمر أستشيره فيه «اللى أنت عايزاه».

لا توافق «نهال» وهى زوجة أخرى وأم لطفلين على نظرية طبيعة الرجل التى لا تحب الكلام وتميل للصمت أو أن النساء تتحدث أكثر لأن الرجال من وجهة نظرها يتحدثون عندما يحلو لهم الكلام أو يرون لهم الموضوع على استعداد لإدارة حوار شيق مع إى شخص إلا زوجاتهم وفى إى مكان إلا فى البيت فزوجها يعمل فى العلاقات العامة باحدى الشركات واغلب الأحيان هو صامت فى حين انه مدير ناجح ومعروف وصنعته الكلام لكنها تواجه صعوبة كبيرة فى فتح أى موضوع معه بعيدا عن مشكلات البيت ومطالب الأولاد او أخبارهم، وتقول فى بداية زواجنا كنا نتحدث بالساعات بمجرد عودته اليوم أصبح وجوده يعنى انه نائم أو شبه غائب عن الوعى أمام شاشة الموبايل أو التليفزيون.

ربما كانت وجهة النظر السابقة صحيحة إلى حد كبير فحتى الرجل الصامت يمكن أن يصبح اقل صمتا إذا كان الحديث شيقا بالنسبة له ولكنه يصمت أو يسكت فقط عندما لا يعجبه الموضوع أو يهمه وعلى ذلك يرى الدكتور عادل المدنى أستاذ الطب النفسى أن صمت الرجل فى المنزل هو رد فعل لما تقوله الزوجة فاذا كان الزوج صامتا فهى مشكلة الزوجة فى المقام الأول أو خطأها لأنها لا تجد الموضوع الشيق الذى يلفت انتباه زوجها. ا وان يكون لديهما مشكلات زوجية تعوق التواصل بينهما وتجعله لا يرغب فيه.

ويوضح قائلا: هناك ثلاثة أنواع من الصمت عند الرجال الأول هو الصمت العام ويعنى انه شخص قليل الكلام فى العادى ولكن حتى هذا الشخص يمكنه أن وقع فى الحب أو كان مهتما بالمرأة التى أمامه أن يتخلى عن صمته قليلا أو كثيرا.

النوع الثانى هو صمت الخصام فالرجل لا يتحدث لزوجته لأنه زعلان أو «مقموص» منها وينتظر أن تصالحه أو تعتذر وهو صمت مؤقت بالطبع.

النوع الثالث وهو الصمت المنطوى على رسائل ضمنية فعندما تتحدث زوجته هو لا يرد أو يرد بكلمات مقتضبة جدا وتكون الإجابات بلا أو نعم أو تمام او ما شابه والصمت هنا قد يعنى «أنت سألتينى السؤل ده قبل كده» بمعنى ان حديثك مكرر ولا جديد فيه والنساء عادة ما يميلن إلى طرح الأسئلة أكثر من مرة للتأكيد عليه وهذه الغلطة الأولى «متزنيش»، أو انه لا يريد الرد أو حتى إخبارها عن اى شئ فى يومه لان الحديث يتشعب إلى مناطق لا يريد الدخول فيها فلو أنه اخبرها عن أمر ما فستستمر فى الأسئلة لتصل إلى نقطة الاستجواب «مين قالك وأنت قابلتها فين وازاى تروح هناك من غير ما تقولى» فهو يختار الصمت لأنه مريح أكثر بالنسبة له وهذه الغلطة الثانية. لا تستجوبيه.

وهناك صمت معناه أن حواراتك مملة وغير جديدة ولا تهمنى فى كثير او قليل و»اللى بنقوله بنعيده» فلا داعى للرد وهذه الغلطة الثالثة,جددى.

وينبهنا الدكتور عادل مدنى إلى نقطة مهمة جدا وهى ان الرجال عادة يفضلون التهرب من المناقشات التى يخشون تطورها فى غير مصلحتهم فهو يعرف بالخبرة أن المرأة تدخل اى نقاش متسلحة بتواريخ وذكريات وأحداث هو قد نسيها كما أنها تعبر عن نفسها فى سهولة وتسترسل فى الكلام بشكل لا يجعل له مهربا وبالتالى سيجد نفسه فى موقع الدفاع عن نفسه، وهو لا يستريح للشعور بالفشل والعجز وبالتالى يفضل عدم الخوض فى حوارات غير مستعد لها. وهذه الغلطة الرابعة, فلا تراكمات سابقة.

لكن هل هذه الأنواع من الصمت طبيعية أو عادية لا تستحق القلق وكيف نتعامل معه؟

يقول أستاذ الطب النفسى أن المرأة قادرة على كسر هذا الصمت لأن المراحل السابقة لا تشكل خطرا بل هى تحتاج من المرأة تعرف فيما تتحدث ومتى وتتجنب المناطق الشائكة ولا تحاول إجبار الرجل على الحديث فإذا ما رأته صامتا يمكنها أن تسأله «مالك» ولا تلح عليه لأن الرجال عادة يفضلون التفكير المنفرد عندما يواجهون أى مشكلات. فانتظريه.

النوع الأخطر من الصامتين هو النوع العنيف والعدائى وهو الذى لا يكتفى بالتظاهر بالاستماع أو الرد بكلمات بسيطة ولكنه يرد بطريقة حادة وبكلمات مثل»مش شغلك, ملكيش دعوة, ما تتدخليش». فالرجل الصامت العادى لا يحتاج لأكثر من موضوع شيق مثل كرة القدم أو السياسة أو الفلوس والنجاحات والعلاقات الخاصة ليتحدث أما النوع الأخير فهو ينذر بكارثة زوجية. ويختتم د. مدنى حديثه قائلا: لا يوجد زوج صامت ولكن يوجد حديث غير شيق.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق