بعض النماذج تؤكد أننا جئنا فى هذا الكون كى يُشقى بعضنا البعض، أفراداً، وجماعات، ودولا! وكأن الإنسان قد ولد بالفعل جهولاً جاء للدنيا لُيفسد فيها، ويسفك الدماء، يبحث عن الشقاء، وصناعة الأزمات، يعيش متبارياً بقدرته علي إهدار القدرات، والموارد، وأذية بقية البشر بالحرب واستعراض القوة الفارغة. وفى عصرنا الراهن نرى أن أردوغان ونظامه أقرب مايكون لهذا النموذج من البشر، التى لاتعيش سوى بعنجهية أذى الآخرين، ومحاولة السيطرة عليهم بمفهوم إستعمارى أصبح من الماضى بعد إمبراطورية سقطت وضاعت من صفحات التاريخ، ولا نذكر منها سوى الهوان! فتركيا الدولة، قبل نظامها الحالى الذى بات يديرها الآن بهذه العقلية لم تكن فى حاجة لمثل هذه الألاعيب البهلوانية التى يتصور صاحبها أنها ستحقق مصلحة سياسية واقتصادية لبلاده، بل تحولت إلى نموذج غير اعتيادى أقرب للبلاهة يُقدم فيها أردوغان فقرة البلياتشو فى سيرك المجتمع الدولى، الذى سيدير ظهره له دون اكتراث! ولعل الخسارة التى واجهها أردوغان مؤخراً فى ليبيا على يد الدبلوماسية المصرية، التى وقفت على أرضية صلبة، مؤداها أن السياسة لا يمكن أن تفرض إرادتها إلا بضمان قدرات عسكرية قادرة على الردع، فهى تؤكد أن مزيداً من الخسائر قادمة لأردوغان بنموذجه الذى جاء لُيفسد، ويسفك الدماء، تحت زيف مظلة دينية وبدلاً من أن يحمى البشر بها أراد تحويلهم إلى رُفات يصعد عليه ليحتل قمة الدمار، وكأنها مدينته الفاضلة! سيأتى يوم يكتب فيه التاريخ أن النظام التركى الحالى كان نقطة سوداء، بل بحر من الظلام فى تاريخ هذه الدولة، لن يغفر الشعب التركى لنفسه، أنه أبقى عليه فترة من الزمان!
لمزيد من مقالات حسين الزناتى رابط دائم: