رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلنا فى الهوا سوا

نشر مقال بعنوان: الآن وقت سيئ للغاية للحمل فى مصر، فى 31 يوليو الماضى بالجريدة الإلكترونية، وهذا المقال كان هدفه تشويه سمعة النظام الصحى المصري. قدمت الكاتبة أمثلة من النساء اللواتى على وشك الولادة، ولكنهن يخشين الوباء وعدم توافر أطبائهن المعهودين وإغلاق العيادات وأشياء أخرى عديدة. يصف المقال هذه التحديات كما لو كانت موجودة فى مصر وغير موجودة فى جميع أنحاء العالم. من خلال تجربة إنسانة تعيش فى كندا سنقوم بمقارنة الظروف الصحية فى مصر وكندا حتى وإن لم تكن حالة كندا حالة حمل بعينها.

قرر الأطباء إجراء جراحة استبدال رُكبة لى فى شهر مارس لكن تأجلت الجراحة بسبب الوباء إلى أكتوبر، أى ثمانية أشهر إضافية من الألم المبرح، ولحسن الحظ وبسبب إلغاء حالة أخرى أجريت الجراحة فى 24 يوليو ـ أربعة أشهر تأخيراً فقط. الشفاء بطيء لكننى آمل الخير.

على الرغم من وجودى فى كندا فقد تركتنى المخاوف المرتبطة بإجراء عملية جراحية معقدة خلال وباء كورونا فى حالة قلق شديد. المستشفى فى حد ذاته كان قد عانى إصابات كورونا. تأكد خلو المستشفى من أى حالات قبل إعادة مزاولة العمل به ومع ذلك استمر القلق. لقد أجريت الجراحة مع طبيبى المختار لكننى لن أراه مرة أخرى قبل ستة أسابيع.

يكون العلاج الطبيعى بعد أى جراحة عظام هو مفتاح نجاح العملية، ولكن أُخبرت أنه بسبب كورونا لن أُقابل إخصائى العلاج الطبيعي، بل يجب أن أقوم بالتدريبات بمفردى مما سبّب لى انزعاجا شديدا لكن بعد أسبوعين قابلت إخصائية العلاج الطبيعى إلكترونيا (عن طريق زوم) وأجابت على كل تساؤلاتي.

وضع مخيف أليس كذلك؟ ومع ذلك هل يحق لى القول: الآن هو وقت سيئ جدًا لإجراء جراحة رُكبة فى كندا؟ بالطبع لا، فى الحقيقة شعرت بسعادة غامرة عندما قيل لى إن هناك فرصة لتقديم موعد الجراحة. قد أقول «الآن هو وقت سيئ لإجراء أى جراحة فى أى مكان فى العالم»، والأمر ينطبق بالطبع على الولادة وعلى كل شيء آخر.

المقال يتناول أمثلة عديدة. يقول المقال إن فريدة سيدة حامل بدأت تشعر بالإرهاق الشديد والألم إضافة إلى زيادة أعباء الأعمال المنزلية واضطرارها إلى تحمل مسئولية رعاية طفليها دون سن السادسة بعد إغلاق المدارس والحضانات. لكن أمهات العالم بعد الوباء قد عملن من المنزل وواظبن على رعاية أطفالهن. فقدت فريدة الجنين بسبب مضاعفات لم نُبلغ عنها لكنى لا أربط الإجهاض بوجود الوباء فى مصر. كما أن رعاية طفلين لا يسبب الإجهاض.

فى مثال آخر يتحدث المقال عن سحر امرأة أكثر فقرا كانت تتقيأ وتسعل، لكن عيادة النساء والولادة التابعة للكنيسة التى تترددعليها كانت مغلقة بسبب الوباء، لذلك لم تتمكن من الوصول إلى طبيبها المعهود. إن عدم وجود الطبيب المفضل يُقلق،ولكن الوباء هو الوباء. فى كندا مُنعت زيارات العيادات الطبية وأُجريت زيارات الأطباء عبر الهاتف، وتم إغلاق جميع عيادات العلاج الطبيعى والأسنان. كما مُنع الأهل من زيارة ذويهم كبار السن فى منازل المسنين، وتم إلغاء خدمات أخري، مثلا وليس حصرا اختبارات عديدة مثل كثافة العظام وحقن الدم والحديد والتصوير الشعاعى للثدي.

حاولت سحر الحصول على دواء من عدة صيدليات، لكن رفض الجميع تزويدها بأيٍ منها دون وصفة طبية لأنها حامل. حتى ولو تراه الكاتبة أنه أمر سيئ، فهذا هو التصرف الحكيم فى نظري. ثم توجهت لعيادة خارجية ملاذاً أخيرا، لكن الوضع فى عيادة أمراض النساء هناك لم يكن أفضل: توقف الأطباء عن القدوم إلى العمل بسبب الوباء. المقال تكلم عن أشياء لا تستحق الذكر وغير مؤثرة لكن عدم توافر الأطباء هو بالطبع أمر مقلق للغاية. السؤال: هل استمر عدم توافر الأطباء إلى الآن؟

أُصيبت رغدة ـ امرأة حامل أخرى بالإحباط لأن أفراد الأسرة لم يكونوا معها فى أثناء الولادة. وتقول: «كانت عائلتى وعائلة زوجى فى ولادتى الأولي». «هذه المرة زوجى كان الوحيد معى ورفض الأطباء دخوله إلى غرفة الولادة». عزيزتى رغدة: هؤلاء الأطباء يقومون بالعناية الواجبة التى تمارس فى جميع أنحاء العالم. مرضى النوبات القلبية والجلطات حتى كورونا لا يصحبون ذويهم إلى المستشفيات بل يقفون وراء النوافذ الزجاجية لغرف الطوارئ على أمل رؤية ما يحدث لمرضاهم. عزيزتى رغدة: أنت فى الوضع نفسه الذى يعانيه الجميع حول العالم.

إن المقال غير مقنع وسطحى ويسيء إلى العلاج فى مصر دون وجه حق. الوباء أوجد قيودا وتنظيمات فُرضت على الجميع فى مصر وغير مصر. إنها حقبة صعبة على الجميع.


لمزيد من مقالات عزة رضوان صدقى

رابط دائم: