رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العروس دبرت الجريمة وقائع قتل عريس الدلنجات

محمد شمروخ

هم ثقيل جثم على صدر محمود ذلك الشاب الذى عاد يوما إلى قريته ليخبروه بأن خطيب ابنة خاله قد اختفى منذ يوم الجمعة الماضى, فهرع محمود ليشارك فى البحث عن الشاب الطيب الذى كان هو آخر من شاهده وهو يجهد الخطى فى موقف سيارات الأجرة ليسافر إلى القاهرة.

لم يكن هناك دليل يمكن أن يقود إلى حل لغز  اختفاء الشاب أحمد، حتى لو بدا أن فى الأمر جريمة، فقد اختفى الشاب الذى كان يستعد لزفافه وهو فى طريقه منذ يوم الجمعة الماضى من قريته عزبة يونس بمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة إلى عمله بالقاهرة.

أحمد ليس لديه عداوة مع أحد ولا يمكن أن يحمل ما يجعله مطمعا لأحد.

فلماذا لم يعد أحمد إذن؟!

هاتفه المغلق لأكثر من يوم كامل مع فقدان أى أثر له، أوصد أبواب الأمل فى قلوب أهله الذين استعدوا لمشاركته فرحته يوم 25 من هذا الشهر. 

وأحمد فتى هادئ الطباع فى الخامسة والعشرين، مكافح فى عمله، لم يستسلم لإحباط البطالة مثل كثير من أقرانه، فسعى للعمل ولم يتضجر من قطع المسافات الطويلة جريا وراء لقمة العيش. ولديه آمال عريضة يسعى لتحقيقها وأوشك أن يتحقق حلمه الأهم بالاقتران بفتاة تتهافت حولها قلوب الكثيرين من الشباب، ففاز بها من بينهم وتمت خطبتهما منذ ستة أشهر، لكنه لم يكن يدرك مدى عشق ابن عمتها المدعو محمود لها، كذلك لم يكن يعلم أنه يحطم حلمه فى الارتباط بها، فلم تظهر له أى علامة بأنها تبادله هذا الحب.

لم يكن أيضا يدرك أنها بعد شهور الخطبة، قررت ألا تكمل رحلتها فى الحياة بالزواج منه ولكن لا تستطيع أن تخبر أهلها بذلك ولا أن تقدم تبريرا لفسخ الخطبة، خاصة بعد أن قدم أحمد كل ما طلب منه ولم يبق سوى أيام معدودة ولكن مع اقتراب الموعد كان الضيق يستبد بها مع حنين جارف لابن عمتها، فقررت أن تفعل أى شيء يخلصها من الزواج ولو كان الثمن حياة العريس!.

بدا قرارها غريبا بل ومرعبا ولكن إغراء الشيطان مهد أمامها السبيل فى رسم خطة مع محمود ابن عمتها، للتخلص من العريس الذى أخبرها بأنه سيسافر للعمل إلى القاهرة وبعدها سيعود لإجازة طويلة يتخللها الزواج.

كانت الفرحة المنطلقة من كلمات أحمد، قد حلقت به فى عنان السماء، حتى إنه لم يلحظ فتور خطيبته تجاهه وما أن غاب عنها حتى اتصلت بابن عمتها لتدبر معه الخطة فخلال السفر يمكن أن يتخلص منه وكانت الخطة، الشيطانية جاهزة ومحبوكة خطواتها حتى كأنها من وضع أعتى المجرمين، فقد اصطحب محمود صديق عمره الذى يعمل سائقا وطلب منه أن يشاركه تحقيق أول خطوة فى حلمه بالزواج من ابنة خاله بالتخلص من خطيبها الذى وقف عقبة كئود فى طريق الارتباط بها.

وترصدا خطوات أحمد حتى وجداه فى موقف السيارات، فتهلل فرحا بتلك المصادفة عندما عرضا عليه مرافقتهما السفر للقاهرة ولم يدر بخلده ما دبراه، ولا أن علبة العصير التى قدمها له محمود يمكن أن يكون بها مخدر سيفقده حالا وعيه ثم يقوم محمود بضربه علي رأسه بفأس أعدها للجريمة ليعدل السائق من طريقه وينحرف إلى منطقة نائية بأول طريق الضبعة فى عمق المنطقة الصحراوية التى تقع على أطرافها مدينة الشيخ زايد غرب محافظة الجيزة، وتحت أحد الكبارى على الطريق نقلا أحمد من السيارة ليجهزا على حياته طعنا بسكين، حتى تيقنا من وفاته وقاما بحفر حفرة عميقة فى الرمال بواسطة الفأس ثم دفنه وعادا إلى الدلنجات ينتظران الداعى باختفاء أحمد وهو ما حدث.

لكن الهم الثقيل مازال يحثم على صدر محمود مع كل خطوة يتظاهر فيها بالبحث عن عريس ابنة خاله ورغم أن الجريمة بدت كاملة فيستحيل أن يتفوه صديقه بكلمة وهو شريكه ولا ابنة خاله كذلك حتى تحريات المباحث التى توصلت إلى مشاهدته فى موقف السيارات مع أحمد يمكن تبريرها بأنه بالفعل اصطحبه ولكنه أوصله إلى القاهرة بسيارة صديقه ولن يصلح هذا لإدانته ولكن الهم الجاثم على صدره بدأ يتحول إلى هواجس مرعبة فمشهد الجثة الممزقة والدماء المتناثرة على الرمال يترصد به فى كل خطوة، فكيف يمكن أن تخلو له الحياة مع زوجة دفعته لارتكاب مثل هذه الجريمة الشنعاء؟!،

وفى تلك الأثناء كان فريق من ضباط المباحث منعقدا فى مركز الدلنجات يتلقون المعلومات ويربطون بين الخيوط الواهية بينها، لكنهم فوجئوا بمحمود يدخل عليهم، ليعترف بكل تفاصيل جريمته البشعة، بل ويكشف عن دور ابنة خاله وصديقه فى الجريمة لتلقى المباحث بإشراف اللواء محمد شرباش مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام القبض عليهما وتتوجه مأمورية من ضباط مركز الدلنجات وقسم الشيخ زايد بإشراف اللواء محمود السبيلى مدير الإدارة العامة  لمباحث الجيزة لاستخراج جثة أحمد من الصحراء بإرشاد المتهمين من خلال فريق من مباحث الجيزة قاده اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، لتأمر  النيابة بحبس العروس وابن عمتها وصديقه وعرض جثة العريس المغدور به على الطب الشرعى لتشريحها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق