رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

شباب النحت «بحرى» و«قبلى»

المنصورة ـــ إبراهيم العشماوى
يارا وجداريتها النحتية

  • فى المنصورة.. تجسيد التراث المصرى بأيدى يارا وسعد
  • ومن المنيا .. إجابة حول شروط وضع «التمثال» فى الميدان

 

النحت فى مصر بخير، شبابها من الفنانين الواعدين يؤكدون هذه الحقيقة ويقدمون أعمالا مبشرة معبرة عن الأصالة والتجديد ومواكبة لنبض المجتمع المصرى بعيدا عن النماذج المشوهة والأفكار السطحية . هذا ما أكدته مشروعات تخرج قسم النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة التى عكست نضحا كبيرا لدى الشباب وفهما عميقا لرسالة الفن .

يارا جمال التى قدمت فى مشروع تخرجها عالما يموج بالحنين إلى الماضى الأصيل فى مصر، أكدت لـ«الأهرام»: «حاولت أن أنقل مشهدا من الحارة المصرية فى القرن التاسع عشر وأظهر من خلالها الطراز المعمارى المميز لهذا الزمان مثل المشربيات والزخارف المعمارية، مع إشارة إلى أشهر المهن مثل بائعى القماش والنحاس ويبدو فيها الناى وعازفوه» .

وتضيف يارا : «حرصت أيضا على إظهار طبيعة الملابس وقتها، سواء الملابس النسائية ووجود الملاية اللف واليشمك أو ملابس الرجال، واجتهدت أن أعيد الماضى إلى الحاضر.

احمد سعد

أما أحمد سعد الذى حصل على الترتيب الأول بكلية الفنون الجميلة فى مشروعات التخرج فقد حلق بنا فى عالم آخر يبعث زهو الانتصارات التاريخية والواقعية ويجسد بطولة جيش مصر عبر التاريخ .

يقول أحمد إن مشروعه يتكلم عن معركة حطين التى قام فيها جيش العرب بتحرير بلاد القدس وكانت معركة حاسمة ومهمة، موضحا : «اخترت هذه المعركة لأن القدس بعدها أصبحت تحت راية العرب والإسلام وأصبح بيت المقدس فى متناول صلاح الدين».

ويضيف أحمد سعد : «العمل الفنى يوضح مدى قوة الجيش العربى ومشهد التلاحم الحاصل فى أرض المعركة والفرق بين الجيشين من تصميم ملابس وأسلحة وخيول ودروع، وحاولت أن أوصل رسالة بأهمية إقامة جيش عربى لتحرير القدس وحماية الأراضى العربية جميعا» .

معركة حطين من ابداع سعد

أحمد ربط انتصارات الماضى بالحاضر حيث أعد جزءاً منفصلا من المشروع كتكريم لكل شهداء الجيش المصرى ولمجهوداتهم فى محاربة الإرهاب فى سيناء وكل أراضى مصر ويمثل ذلك صورة الشهيد البطل أحمد المنسى رمز التضحية والفداء .

ويؤكد الدكتور عمر غنيم عميد كلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة أن معرض تخرج الدفعة الثانية لطلاب الكلية تضمن ألف عمل فنى بقسم الجرافيك و150 عملاً بقسم التصوير و50 عملاً بقسم النحت و160 مشروعاً بقسم الديكور.

وأوضح غنيم أن أعمال النحت تحديدا عكست إبداعاً وتجدداً فى الرؤية بما يؤكد أن الإبداع المصرى بخير على أيدى شبابه.


مي عبدالله امام اخر اعمالها

ومع تجدد الجدل كل فترة حول أعمال النحت فى مصر، يتم إستدعاء تجربة شباب المنيا وأعمالهم المبدعة فى هذا المجال. ويتم طرح سؤال جوهرى: ماالشروط التى تجعل من العمل النحتى يصلح لتوسط الميدان وحيازته اهتمام الجمهور العام؟

تم طرح السؤال على أستاذ دكتور جمال صدقى، أستاذ النحت بكلية فنون جميلة، جامعة المنيا، الذى أوضح أن العمل النحتى المقصود به العرض العام فى الميادين، يختلف كليا عن أعمال النحت الفنية التى فى الأغلب ما يبدعها صاحبها من أجل تجسيد رؤيته الفنية وعرضها فى معرض خاص.

ويوضح دكتور جمال لـ«الأهرام»: «جمهور المعارض الفنية، فى الأغلب ما يكون جمهور انتقائيا على قدر كبير من الثقافة والعلم، يقصد المعرض النحتى أو الفنى بإرادته طلبا للاطلاع والتذوق الفنى». ولكن الأمر يختلف فى حالة التمثال المعروض فى الميدان. فيشرح دكتور جمال: «تمثال الميدان يبادر بالتوجه إلى لقاء مفتوح مع الجمهور العام، بمختلف مستوياته من الأكثر ثقافة إلى الأدنى من حيث مستوى الاطلاع والمعرفة».

وبسبب مسألة «الجمهور العام» تلك تحديدا، يوضح دكتور جمال، أن « العمل النحتى» يجب أن يكون ذا مضمون «هادف» وقادرا فى الوقت ذاته على لعب دور «جمالى» يبث رسالة سعادة لدى المشاهد إذا لم يتمكن الأخير من إدراك الرسالة.

ويضيف: «الإعداد لأعمال نحتية تتوسط الميادين يتطلب خوض مراحل تمهيدية مختلفة، من بينها الإلمام بمبادئ التخطيط المعمارى وهندسة الطرق، وإجراء دراسة مفصلة للموقع المستهدف، على أن تتناول هذه الدراسة عناصر مثل عرض الشارع وامتداده لتحديد ارتفاع التمثال وزاوية تنفيذه».

منحوتة السلام

ولكن المسألة لا تنتهى هنا، وفقا لشرح دكتور جمال، الذى أضاف: «يتوجب أيضا دراسة للتراث المعمارى الغالب فى محيط الميدان، والخامات الغالب استخدامها فى هذا المحيط، مع إدراك للثقافة السائدة بالمجتمع.

ويضرب دكتور جمال المثال بتجربة خاصة خاضها وجامعة المنيا مع تماثيل الميادين وكيف توجه وعى الجمهور العام. فيوضح أن الجامعة أرست عملين بارزين، هما «السلام» بارتفاع 9 أمتار، و تمثال «أم الشهيد» بارتفاع 13 مترا، والأهم، كان تمثال «نفرتيتى» الذى تم إعداده عوضا عن التمثال المشوه الذى أثار الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعى قبل سنوات.

ويضيف دكتور جمال أن التجربة أثبتت حرص الجمهور العام على سلامة هذه التماثيل وعدم السماح بوضع ملصقات عليها، وحول تميز اعمال الطلبة بجامعة المنيا تحديدا، يوضح دكتور جمال، أن كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا فتحت أبوابها عام 1983 وتخرجت دفعتها الأولى عام 1988. وأن أساتذتها كانوا تلاميذ لرواد النحت فى مصر مثل جمال السجينى، فنقلوا خبراتهم بدقة وحرص. كما لفت النظر إلى الحرص على إدماج الطلاب فى المشاريع الميدانية التى تنفذها الجامعة فى المنيا، مع تشجيع الطلاب على اتخاذ منهجهم الخاص فى العمل.

منحوتة ام الشهيد بالمنيا

تتفق النحاتة مى عبد الله، المعيدة بقسم النحت بفنون جميلة المنيا، مع أستاذها دكتور جمال، على أن العمل النحتى الذى يستهدف المتخصص يختلف تماما عن ذلك الذى يفترض طرحه فى الساحات العامة. وتقول مى صاحبة سلسلة من التماثيل التى جسدت مشاهير مصر وأثارت إعجاب الرأى العام فى السنوات الأخيرة: «المتخصص يملك القدرة على تقبل الاختلاف والتجديد بفعل تراكم الثقافة البصرية والفنية لديه، وهو ما لا يتوافر بالقدر ذاته عند المتلقى العادى». وتضيف « أن العمل النحتى الذى يطرح فى السياق العام يسهم فى تطوير الحس الجمالى والفنى عند الجمهور ولكنه يجب أن ينجح أولا فى تحقيق التواصل معهم». وحول تجربتها وعدد من زملائها خريجى فنون جميلة المنيا، الذين يتم استدعاء إبداعهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى عند أى جدل حول أحوال النحت فى مصر، تؤكد مى بفخر أن نحاتى المنيا، اتفقت لديهم أسباب التفوق ما بين سمات الموقع الشاسع الذى يتيح للطلاب الإبداع بحرية وما بين المهارة والخبرة الكبيرة لدى الأساتذة، معبرة عن رجائها أن تستقبل ميادين مصر وشوارعها أعمال شبابها فى المستقبل القريب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق