رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
ويبقى الحلم

رجل، وقد كبر فى وجدانه وعقله, حلم شارك الراحل الكبير مارتن لوثركينج البحث عنه. كان جون لويس، الذى رحل قبل أيام، واحدا من الرواد الذين وضعوا أساس حركة الحقوق المدنية فى الولايات المتحدة، ونظموا المسيرة الكبرى ضد العنصرية فى 28 أغسطس 01963 وفى تلك المسيرة، ألقى لوثر كينج خطابه المُلهم الذى قال فيه: لدى حلم. وكان لويس أحد من تحدثوا، بعد كينج، أمام نحو ربع مليون أمريكى تجمعوا أمام نصب لنكولن التذكارى فى مشهد مهيب. ولكن حديثه عن خطاب كينج كان أكثر دلالة، إذ قال ما معناه إنه ألهم ليس الحاضرين المستمعين فقط، بل الناس جميعهم فى الولايات المتحدة، والأجيال التى لم تولد بعد أيضا. ولم يبالغ لويس بخلاف ما يبدو للوهلة الأولى. كان هو شخصياً أحد من أسرهم ذلك الخطاب الذى يوجد اتفاق واسع على أنه تحفة فى البلاغة، وآية فى استخدام المؤثرات الواقعية والعاطفية فى آن معا، ونموذج فى تنوع المصادر التى أشار إليها لدعم حجته، بدءا من خطاب لينكولن التاريخى أيضا عام 1863 خلال حرب تحرير العبيد (الحرب الأهلية الأمريكية)، الذى دعا فيه إلى ميلاد جديد للحرية، وليس انتهاء بمقاطع فى الكتاب المقدس. أمضى لويس حياته داعيا إلى المساواة الكاملة، وعاملا من أجل إنهاء ما بقى من ممارسات عنصرية، سواء عبر مجلس النواب الذى انتُخب لعضويته 14 مرة فى الفترة من 1991 إلى 2019، أو غيره من المنابر. وكان لانتخابه نائبا عن إحدى دوائر ولاية «جورجيا» دلالة تاريخية لا يصح أن تفوتنا، ليس لأنها من ولايات الجنوب التى خاضت الحرب الأهلية من أجل استمرار العبودية، ولكن أيضا لأنها كانت جزءا من حلم لوثر كينج، الذى شمل أن يجلس أبناء العبيد والأسياد السابقين معاً على تلال جورجيا الحمراء0 وعندما اشتد المرض على لويس، كان النضال من أجل إكمال المساواة العرقية قد دخل مرحلة جديدة عنوانها حياة السود تُهم, ولعله رحل, لهذا السبب، مطمئنا إلى أن الحلم الذى عاش من أجله، وشهد تحقيق الكثير منه، باق بعده.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: