من الواضح أن إثيوبيا لم تدرك حتى الآن أن مرونة مصر فى مفاوضاتها بشأن ملء وتشغيل سد النهضة تأتى من منطلق قوة وليس ضعفا كما يفسرون هم بمنطقهم المحدود، مصر تريد التنمية لإثيوبيا ولكل شعوب القارة الإفريقية وفى نفس الوقت تريد الحياة لشعبها، مصر لم تعتد على حقوق الغير كما تعتدى إثيوبيا، لم تتراجع مصر عن موقف اتخذته بشأن سد النهضة كما فعلت إثيوبيا مرارا وتكرارا. وقع الأطراف الثلاثة مصر وإثيوبيا والسودان اتفاق المبادئ وسرعان ما تراجعت عنه إثيوبيا، المفاوضات التى تستمر اليوم وتنتهى بعد غد السبت بدأت منذ أسبوع بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا بهدف التوصل إلى حلول لملء وتشغيل السد وبسبب التعنت الإثيوبى أرى أن الساعات الـ48 المتبقية سوف تشهد مزيدا من التعنت الإثيوبي. ماذا تريد إثيوبيا من مصر؟ يعلم الجميع أن مصر تعد من أكثر البلاد الجافة والتى جعلها تعتمد على مياه النيل بنسبة 97% وأن بها نسبة تصحر بالأراضى المصرية بلغت 95% وهذه الأرقام تجعل مصر تتمسك أكثر بحقوقها المشروعة والتاريخية فى مياه النيل. لقد بلغ التعنت الإثيوبى مداه وبلغ الصبر المصرى منتهاه. نعلم جيدا أن هناك آيادى خفية تلعب فى العقول الإثيوبية بهدف النيل من الحقوق المصرية وإنشغالنا بالمشكلة المائية حتى لا تكون هناك فرصة للنهضة والتنمية التى تعمل من خلالها مصر. فالمشكلة ليست حبا فى إثيوبيا ولكن الهدف هو تشتيت القوة المصرية على أكثر من جبهة ومحاولة إضعافها، وكلها محاولات فاشلة من جهات أجنبية حاقدة على مصر، ستبقى مصر القوية بشعبها وستتمسك أكثر بحقوقها المشروعة فى مياه النيل.
لمزيد من مقالات ◀ د. إبراهيـم البهـى رابط دائم: