أكثر المستفيدين بأى تجربة إبداعية هو المبدع ذاته، وبعد نجاح مهرجان مونودراما «ساقية الصاوى» الأخير فى دورة الـ «أون لاين» شعر المشاركون عموما، والفائزون خصوصا بأن الفكرة جديرة بالتطوير والاستمرارية لاحتضان المزيد من الأفكار وايجاد قالب مسرحى مبتكر يحفز على تغيير الشكل وإثراء المضمون. ولاشك أن فرحة المؤلف والمخرج المسرحى هانى مهران مزدوجة نظرا لأن العرض الفائز بالمركز الأول «الحيوان الناطق» من تأليفه، والثالث «شد الحزام» من إخراجه، وهو يبرهن على تميزه وإيمانه بفلسفة وهدف المشروع الجديد، حيث أكد «مهران» أن شروط المسابقة وضعته أمام تحد طرح رؤية مسرحية مغايرة داخل غرفة أو صالة أو فضاء ضيق بالمنزل، موضحا أن الموقف يقتضى تكثيفا فى الكتابة ووعيا ناضجا من الممثل لإبراز إمكانياته ومهارته فى الأداء.
وأضاف مهران أنه يتمنى تكرار التجربة التى اتاحت الفرصة لظهور نصوص مسرحية جديدة، حرَّضت خيال المبدع على التفكير الذى يصنع قالبا مسرحيا مختلفا ويفرز مواهب تضيف إلى الحركة الفنية والثقافية. وزرعت التجربة المثيرة الثقة بداخل الفنانة الصاعدة ولاء إسماعيل التى فازت بجائزة التمثيل والإخراج عن العرض الأول «الحيوان الناطق»، وأكدت اعتزازها الشديد بهذه الجائزة باعتبارها وساما على صدرها دلل على موهبتها، موضحة أنها تسعى إلى إنهاء دراستها الجامعية فى تخصص الآثار والالتحاق بمعهد الفنون المسرحية لصقل استعدادها وتشكيل حرفيتها فى الأداء التمثيلى والرؤية الإخراجية على نحو أفضل خصوصا بعد أن أعلنت عن نفسها فى مونودراما «وحدى فى المنزل».
وكانت «ساقية الصاوى» تحت رعاية الفنان محمد الصاوى قد قررت الاستمرار في تقديم مهرجان «المونودراما» كمشروع مسرحى طموح بدأته منذ أكثر من 10 سنوات إلا أن دورة 2020 خرجت في صورة مغايرة من خلال عروض منزلية قصيرة شاركت بها نحو 12 فرقة لاختيار أفضل 3 تجارب تستحق جوائز المهرجان، وأكد المشرف على المشروع الفنان أحمد رمزى أن الظرف الاستثنائى الذي يعيشه العالم الآن فرض علي المبدع أن يفكر خارج الصندوق، مشيرا إلى أن هناك اتجاه لفتح نافذة المهرجان علي نماذج مماثلة في دول أخرى خارج الحدود لينتقل المشروع من حيز المحلية إلي النطاق العالمي. ومن جانبه، أعرب رئيس لجنة التحكيم في المسابقة المخرج الكبير ناصر عبدالمنعم عن إعجابه بالتجربة لأنها انتصرت للحوار الإنسانى واستمرار الإبداع وتجاوز الظروف العصبية فضلا عن أنها كشفت عن طاقات مسرحية جديدة تنطق بالذكاء.
رابط دائم: