رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
أمة فى الخطر

يعيش العالم العربى مرحلة من أصعب المراحل فى تاريخه الحديث ابتداء بالمعارك والحروب وانتهاء بالانقسامات التى احتاجت أبناء الوطن الواحد.. لقد عاش العالم العربى فترات من تاريخه توحدت فيها إرادة شعوبه وكانت مراحل بناء حقيقية من أجل مستقبل أفضل .. لم يكن احد يتصور أن تصل الدول العربية إلى هذه الحالة من الارتباك والتفكك وان تحيط بها الأطماع من كل جانب .. إن جميع قضايا العالم العربى معلقة وكل ما يجرى فيه الآن تديره قوى أجنبية والكل يبحث عن مصالحه وتشردت الشعوب العربية فى مواكب للهجرة انطلقت إلى بلاد العالم فى كل اتجاه.. لم تستطع العواصم العربية أن تواجه الحروب الأهلية بين أبنائها واتجهت الملايين إلى الهروب خارج أوطانها أمام الموت والدمار ولم تستطع هذه الدول أن تستعيد سيطرتها على أراضيها وان تعيد الحياة مرة أخرى إلى هذه الأوطان التى مزقتها الانقسامات والعداوات.. إن ظواهر الدمار التى أحاطت بأكثر من عاصمة عربية خربت المدن ودمرت المؤسسات وأحرقت مصادر الإنتاج ثم انتهى الأمر إلى هجرات جماعية هرب منها المواطنون خارج أوطانهم. إن هذا المسلسل الدامى الذى القى بالشعوب خارج أوطانها قد شوه كل الثوابت التى عاشت عليها الشعوب لغة وأرضاً وديناً وتاريخاً.. هذه البلاد يجمعها تاريخ واحد وعقيدة واحدة وكان ينبغى أن يجمعها مستقبل واحد وهى تملك ثروات لم تحققها فى كل تاريخها القديم.. من ينظر إلى خريطة العالم العربى الآن سوف يرى شراذم أوطان وبقايا مدن وأشلاء تاريخ ويكون السؤال من يعيد لهذه الشعوب أوطانها ومن يعيد بناء ما خربته الحروب الأهلية من المنشأت وما دمرته من البشر.. إن العواصم العربية التى تعانى الآن الدمار تحتاج زمناً طويلاً وإمكانيات مادية وبشرية لكى تبدأ من جديد.. إن الشيء الغريب أن بلدان العالم فى كل المناطق تبنى وتعمل وتنتج واستطاعت أن تتقدم الصفوف وبقيت الدول العربية بعيداً عن كل الحسابات لأنها تحارب بعضها وتدمر أراضيها وتغتال شعوبها.. متى يفيق النائمون؟!

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: