رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المسرح المصرى «150 عاما » من النضال والتألق

باسـم صـادق

أكثر من 6300 مسرحية احترافية.. وفرقة «القومى» الأغزر إنتاجا

 

 

 

جاء عام 2020 على عكس ما توقع له الجميع.. فقد أطاح تفشى فيروس كورونا بأحلام وطموحات البشرية فى العالم أجمع.. ومن بين هذه الطموحات كانت آمال المسرحيين فى الاحتفاء بمرور 150 عاما على بدايات المسرح فى مصر.. تلك الظاهرة الفنية الفريدة التى ظلت لصيقة بحركة المجتمع طوال تلك المدة تعبر عنه وتشتبك معه معرفيا وجماليا لتعبر عن أفراحه وشجونه.. تفتخر برموزه.. وتنتقد سلبياته تارة وتسعى لتقديم الحلول تارة أخرى .. وبين هذا وذاك يقف مسرحنا شامخا يدعونا دائما لتأمل تاريخه والاستمتاع بحواديته والتعلم من عثراته..

وقد يصعب علينا الاحتفاء بما وصلنا إليه اليوم من ازدهار وتألق للحركة المسرحية دون الالتفات إلى الأمس والأمس البعيد لنستعيد ذكرياتنا ونقدم للأجيال الجديدة رموزنا الذين رسخوا للتجربة المسرحية.. وهو ما انتبه إليه مبكرا جدا.. قبل 27 عاما.. د. عمرو دوارة حارس ذاكرة المسرح فبدأ فى إعداد أكبر موسوعة مسرحية مصرية تضم كل تفاصيل العروض المسرحية الاحترافية خلال خمسة عشر عقدا بدءا من عام 1870 على يد يعقوب صنوع وحتى 2019 بلغ خلالها عدد العروض المسرحية 6300 عمل احترافى (تم تقديمها للجمهور نظير مقابل مادى عبر شباك التذاكر).. مجهود ضخم للغاية اكتمل فى سبعة عشر جزءا ضخما.. وصدرت منه بالفعل ثلاثة أجزاء حتى الآن عن الهيئة المصرية العامة للكتاب..

الموسوعة تضم العديد من الظواهر اللافتة.. منها مثلا تقديم أكثر من 350 مسرحية فيما يعرف بمسرح الصالات فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين شارك فى تقديمها بيرم التونسى، امين صدقى، بديع خيرى وابو السعود الإبيارى واخرجها عزيز عيد وبشارة واكيم وعبد العزيز خليل.. بالإضافة إلى إحصائيات مهمة.. منها أن أطول فرق القطاع الخاص عمرا هى فرقة الريحانى فقد استمر نشاطها 67 عاما بدءأ نشاطها من 1916 وحتى 1983 أى استمرت مايقرب من سبعين عاما.

أكثر فرق القطاع الخاص غزارة فى الإنتاج هى فرقة رمسيس التى أنتجت خلال الفترة من 1923 إلى 1960 ما يزيد على 240 مسرحية، ويليها فرق الريحانى التى أنتجت بالتحديد 203 مسرحيات.

أطول فرق مسارح الدولة عمرا هى فرقة المسرح القومى فقد استمرت 85 عاما بدءا من 1935 حتى الآن.

أكثر فرق مسارح الدولة غزارة فى الإنتاج هى فرقة المسرح القومى التى قدمت (خلال الفترة من 1935 وحتى الآن) ما يزيد على 480 مسرحية، ويليها فرقة الطليعة التى قدمت (خلال الفترة 1973 وحتى الآن) ما يزيد على 225 مسرحية.

أكثر المسرحيات التى أعيد تقديمها هى مسرحية عايدة (وليست أوبرا عايدة) التى قدمت 22 مرة من خلال الفرق المختلفة، وتليها مسرحية صلاح الدين الأيوبى التى قدمت 18 مرة، وتليها مسرحية «شهداء الغرام» التى قدمت 12 مرة.

أكثر المخرجين غزارة فى الإنتاج بفرق القطاع الخاص فى النصف الأول من القرن العشرين جورج أبيض، عزيز عيد، على الكسار، يوسف وهبى، عبد العزيز خليل، وفى النصف الثانى من القرن العشرين كان السيد راضى، حسن عبدالسلام، عبد الغنى زكى، أما بفرق الدولة فإن أكثر المخرجين غزارة فى الإنتاج هما الفنانان فتوح نشاطى، وزكى طليمات.

أكثر كتاب المسرح المصريين الذين قدمت أعمالهم على خشبات المسارح هم أمين صدقى، بديع خيرى، أبو السعود الإبيارى، وتوفيق الحكيم، أما أكثر كتاب المسرح العالميين الذين قدمت أعمالهم على خشبات المسارح هم موليير، بيير كورنى ووليم شكسبير.

كما تشير الموسوعة فى أجزائها الأولى إلى البصمة النسائية المهمة فى تاريخ مسرحنا والذى بدأته منيرة المهدية باعتبارها أول مطربة وممثلة مصرية ومؤسسة لفرقة مسرحية باسمها فى بداية القرن العشرين بدلا من الشاميات واليهوديات.. وكيف جسدت فى فرقة عزيز عيد دور رجالى فى رواية للشيخ سلامة حجازى لتصبح أول من تحدى تقاليد الزمن وقتها والتى تحرم على المرأة التمثيل وهو ما أحدث ضجيجا ساهم فى زيادة شهرتها.. وقد لا يعرف الكثيرون أن منيرة المهدية هى من اكتشفت موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ومنحته الفرصة لاستكمال ألحان مسرحية كليوباترا ومارك أنطونيو بعد الوفاة المفاجئة لسيد درويش.. بل وشجعته على الوقوف أمامها مجسدا دور مارك أنطونيو فى نفس العرض.. ومن الحكايات الطريفة عنها أنه بعد وفاتها وضعت إحدى شركات التبغ السورية صورتها على علبة السجائر التى أطلقت عليها اسم «دخان منيرة»..

وقد جاء ظهور الموسوعة بالتزامن مع قرار وزير الثقافة د. إيناس عبد الدايم بتخصيص الدورة القادمة للمهرجان القومى للمسرح بالاحتفاء بمرور 150 عاما على بداية المسرح المصرى بالعديد من الفعاليات.. وقد تكون فرصة جيدة أيضا لتحية د. هيثم الحاج على رئيس هيئة الكتاب على تصدى الهيئة لطباعة الموسوعة.. والتى نتمنى أن يتم الانتهاء من طباعتها كاملها فى أقرب وقت ممكن على أن نبدأ بالجزء السابع عشر لأنه يضم الفهارس المختلفة التى تعين القارئ والباحث على الغوص فى روائع وإبداعات المسرح المصرى على مدى تاريخه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق