يطل عليك من الخارج فيبدو وكأنه امتداد لسور القاهرة، لكن الغريب فى هذا المسجد الذى يرحب بقدومك وتفيض أركانه بالسكينة والسلام، أنه ينتسب لواحد من أعجب الحكام فى التاريخ، فشتان ما بين سيرة الحاكم بأمر الله المفعمة بالتناقض إلى حد الجنون وبين هذا المسجد الذى ترفرف فى سمائه الطيور دون أن يزعجها شيء!
ففى شارع المعز لدين الله ومن ناحية باب الفتوح، تراه على يسارك شامخا يميزه برجان عاليان تعلوهما مئذنتان مثمنتا الأضلاع تتميزان عن المآذن التقليدية.
وبرغم استخدام مواد بناء تختلف عن بقية المساجد القريبة، إلا أن خصوصيته، لم تفصله عن روح المكان المحتضن لمختلف عصور القاهرة، فالتمازج سمته التى جعلته مقصدا لكل المذاهب والطوائف لاسيما «البهرة» و«الدروز» المرتبطين روحيا ومذهبيا بالعصر الفاطمي. وما أن تهبط للمسجد حتى يداهمك البراح باتساع الصحن المكشوف للسماء التى تمسى وكأنها سقف له خاصة عند الغروب وتوالى ظهور النجوم والقمر فى ليل القاهرة المعزية.
بدأ البناء فى القرن العاشر الميلادى فى عهد الخليفة الفاطمى العزيز بالله ولكن الذى أتمه ابنه الحاكم بأمر الله ليصير جامعا للعاصمة بعدما اكتظ الأزهر بالطلاب والمصلين. ولكن مر مسجد الحاكم بعهود عانى فيها الإهمال وتحول أحيانا لمخازن للتجار واتخذه نابليون مقرا لقيادته فى حملته على مصر ولكن فى عهد الرئيس السادات تمت إعادة تجديده وافتتاحه للمصلين والزائرين.
رابط دائم: