رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ليندا مارجوليس.. متمردة جميلة لإنقاذ عالم ما بعد «كورونا»

محمد المخزنجى

صار مؤكدا أن الفيروس المسبب لجائحة كوفيد 19 التى تروع جنسنا البشرى الآن، لم يثب إلى الإنسان من الحيوان البرى عائله الطبيعى الذى يتعايش معه دون أن يُمرِضه إلا بعد عدوان بشرى واسع على هذا الحيوان وبيئته الطبيعية، سواء بصيد هذا الحيوان وقتله أو أكله، أو بتدمير بيئته الطبيعية عبر مشاريع «تنموية» مسعورة، فى سباق محموم قائم على مفهومى الأنانية والصراع، اللذين جرى تبجيلهما ليس فقط فى التراث الاستعمارى ومستحدثاته الاقتصادية والسياسية، بل فى المفاهيم العلمية، من نوع «الجينة الأنانية» و«الصراع من أجل البقاء»، و«البقاء للأقوى»، والتى شكلت استعارات تدميرية الإسقاطات، كالتغول البشرى الذى أفرز هذه الجائحة، والتى لن تكون الأخيرة، إلا بتحجيم تلك المفاهيم، كخطوة أولى، وهو ما اجترحته ببسالة « لين مارجوليس» العالمة النابغة التى أقامت الدليل على أن تطور الحياة المبدعة قائم على قواعد مغايرة، أنبل وأجمل.

.................................................

من بين كل نجوم السينما العالمية أرى أن الأجمل هى ميريل ستريب، ويمكن أن يجادلنى كثيرون فى ذلك، فثمة صواريخ هوليودية غيرها، قاصفة الفتنة وساحقة الجاذبية ورائعة النحت والتلوين، ومع ذلك أصر أن ميريل ستريب تفوقهن جميعا بجمالها الأليف، وإشعاع ذكائها النفسى، وموهبتها الفنية الهائلة، وشجاعتها الإنسانية فيما تختار من أعمال، وما تتخذ من مواقف. ونجمتى العلمية المفضلة تنطوى على هذا النوع من الجمال وتشع به، ولست وحدى فى هذه المُضاهاة، فهناك صورة شهيرة مُتاحة على مواقع الانترنت، نصفها لماريل استريب ونصفها للين مارجوليس، وهما فى المرحلة السنية نفسها وإن فى أوقات مختلفة « مارجوليس من مواليد مارس 1938 وستريب من مواليد يونيو 1949»، فكأنهما توأمان فى ذلك الجمال الذى يشع بأكثر من مجموع ملامحه. هكذا هى ليندا موريس الكسندر، أو لين مارجوليس تبعا للاسم الذى حملت فيه كنية زوجها الثانى، وهو مااشتهرت به كعالمة، وأى عالمة.

ريتشارد دوكنز،عالم الأحياء التطورية الشهير وصاحب الكتاب الأشهر « الجينة الأنانية « كان أحد من قصفتهم بنقدها العلمى الساحق، ومع ذلك قال عنها:» أنا مُعجب كثيرا بلين مارجوليس ذات الشجاعة المطلقة والقدرة على التمسك بنظرية « التعايش الداخلى» endosymbiosis، التى قدمتها وتحولت إلى عقيدة علمية، نموذجها أن الخلية حقيقية النواة هى اتحاد تعايُشى لخلايا بدائية النواة. وهذا أحد أكبر منجزات القرن العشرين فى البيولوجيا التطورية، وأنا معجب كثيرا بهذا الإنجاز». واللافت أن شهادة تقدير دوكنز للين مارجليوس، صدرت عنه فيما كانت هى قد شملته مع عديدين من مشاهير العلم بنقد لاذع تبدو معه حادة جارحة، لكنها لم تكن إلا جادة عظيمة الجدية، فى العِلم كما الحياة، ولم تكن جديتها إلا تمردا على الرائج والمألوف غير المقنعين لها كعقل جميل، وأنثى نابغة، منذ البداية.



نبوغ مبكر ونضوج متمرد



فى الصف الثانى الثانوى رشحها نبوغها للقبول ببرنامج الدراسة المبكرة بجامعة شيكاغو وكان عمرها 15 عاما، وحصلت على البكالوريوس فى علم الأحياء وهى فى عمر19، وقبل أن تتخرج بشهور قليلة عام 1957 تماست صدفة بطالب دكتوراة الفيزياء كارل ساجان على درج أحد سلالم الجامعة، وتولَّدت عن تماس الصدفة شرارة حب بين الفتاة الصغيرة الجميلة وطالب الدكتوراة الوسيم، سرعان ماتُوِّج بالزواج. دام زواجهما سبع سنوات أثمرت ولدين وانتهى بالانفصال، وفيما كان نجم ساجان يصعد كعالم فيزياء فلكية مرموق وكاتب علمى يتسنم القمة، ظلت ليندا بعد حصولها على الدكتوراة تُجابَه برفض توجهها العلمى، وماتود نشره عن هذا التوجه، لماذا؟...

على امتداد عشر سنوات كاملة، واصلت ليندا الدفاع ببسالة عن توجُّهها، وتكرر رفض نشر ورقتها البحثية الأولى من 15 مجلة علمية، بل وصل الرفض والإقصاء إلى حد الاستهزاء بها عندما تقدمت لمنحة بحثية وجاءها الرد شديد القسوة والفظاظة، يقول: « بحثك هراء، لا تكلفى نفسك عناء التقدم للمنحة مرة أخرى». ولم تزدها الإهانات والاستهانات إلا صلابة وطلاقة، فواصلت الدفاع عما تؤمن به وما بذلت فى سبيل إثباته جهودا علمية أصيلة ومضنية، حشدت فيها كل أدواتها المتنوعة كعالمة أحياء من طراز فريد جامِع، فهى باحثة فى الوراثة، والبيولوجيا الجزيئية، والكائنات الدقيقة، والكيمياء الحيوية. وفى العام 1967 تمكنت من نشر أول أبحاثها فى «مجلة علم الأحياء النظرى»، عن نشوء وارتقاء الخلايا حقيقية النواة « التى تتكون منها كل الكائنات عديدة الخلايا من النباتات والحيوانات والفطور» عبر اندماج وشراكة خلايا بكتيرية «لانواة لها»، وقد تضمن البحث إشارة إلى اكتشافها أن الميتوكوندريا « وهى مكونات داخل الخلايا الحيوانية تعمل كمحطات لتوليد الطاقة» والبلاستيدات الخضراء « وهى أيضا محطات لتوليد الطاقة لكن فى الخلايا النباتية» كلتاهما نشأتا عن خلايا بكتيريا تقاربت واندمجت فيما أسمته مارجوليس «التكافل الداخلى» أو « التعايش الداخلى endosymbiosis.



هزَّة لعرش

«التطور عبر الصراع»



كانت تلك الورقة البحثية للين فاتحة لما يشبه زلزالاً يهدد السُلطة المهيمنة لعلماء التطور من داروينيين محافظين، وداروينيين جدد. وكما شأن العباقرة يلمحون بداهة ماتمر عليه العيون كثيرا دون أن تراه، لمحت لين مارجوليس أكثر من عوار فيما ذهب إليه الحليفان. فأولا: كشفت عن تغييب نظرية التطور الداروينى لقرابة ثلاثة مليارات ونصف المليار من السنين من عمر الحياة على الأرض، لأن الحياة لم تبدأ بظهور الحيوان الذى بنى داروين وأتباعه استنتاجاتهم عليه، فبزوغ الحياة بدأ منذ مايقارب أربعة مليارات سنة بالكيانات والكائنات الدقيقة. ثانيا: أن الداروينية عميت عن أن ممالك الحياة ليست وقفا على الحيوان، فمملكة الحيوان هى واحدة من خمس ممالك تضم: مملكة البكتريا «وهى كائنات وحيدة الخلية يعوم جهازها الوراثى داخلها دون غلاف يحتويه»، ومملكة الطلائعيات «وهى كائنات وحيدة الخلية أيضا لكن جهازها الوراثى يحتويه غشاء يشكل نواة داخلها». ثم الممالك الثلاث كثيرة الخلايا وحقيقية النواة: مملكة الفطر، ومملكة النبات، ومملكة الحيوان. ولا يُعقل أن تزعم نظرية امتلاكها لمخطط نشوء وارتقاء الحياة فى كوكب الأرض اعتمادا على دراسة خُمس مكوناتها!

أما ثالثا، فكانت الضربة الكُبرى للداروينية ممثلة بتقديم بديل علمى يقول بأن التطور ليس نتاج الاصطفاء الطبيعى القائم على الصراع والبقاء للأقوى، وإلا ظلت شجرة الحياة وقفا على بضع أنواع من الكائنات الدقيقة الأولى وحيدة الخلية عديمة النواة كالبكتريا، بينما اكتمال هذه الشجرة بذلك التنوع الهائل الذى نراه، لم يكن ليحدث إلا بتكوين الخلايا حقيقية النواة المتخصصة والقادرة على بناء كائنات عديدة الخلايا مختلفة الأنسجة من فطور ونباتات وحيوانات. ورأت مارجوليس أن التطور بدأ باندماج تعايشى بين أزواج من خلايا البكتيريا عديمة الأنوية لتكوين خلايا حقيقية النواة على قاعدة التكافل الداخلى endosymbiosis الذى اقترحته وأثبتته على أسس جزيئية وكيميائية حيوية. وهى لم تنكر برغم ذلك وجود الصراع فى الحياة وبين الأحياء، فقد أقرت بوجوده، لكنها أوضحت أنه لايُطوِّر، فهو «يحذف ولا يضيف»، ناهيك أن يُبدع!

لقد امتشقت لين مارجوليس حسامها المتشكل من معارف وخبرات علمية رحيبة ُوعميقة، وجرأة فى مقارعة الحجة بالحجة، وسخرية لاذعة، وروح حلوة تجعل حتى أعدى خصومها يتريث قبل أن يتجاوز الحد معها. ويبدو أن فكرة مركزية البكتريا وآلية التكافل والتشارك والتعاون كمنطلق للتطور بدت غريبة فى ذلك الوقت، لكنها الآن مدعومة ومقبولة على نطاق واسع وصارت جزءا من مناهج البيولوجيا التطورية الأحدث فى أرقى جامعات العالم، خاصة بعد أن أكدت صحتها التطورات الحديثة فى البيولوجيا الجزيئية ودراسة الجينوم. ففى أغسطس 2001 « أى بعد 33 سنة من اكتشاف لين مارجوليس» نشرت مجلة « نيتشر» بحثا للبروفيسور ويليام مارتن من معهد دوسلدورف للتطور الجزيئى، إلى جانب زملائه من نيوزيلندا وأيرلندا والمملكة المتحدة بحثًا قارن مليون جين من 55 نوعا من الخلايا حقيقية النواة فى أجساد كائنات عديدة الخلايا من مملكة الحيوان مع جينات ستة ملايين من الميكروبات، ووجدوا أن الغالبية العظمى من الجينات البكتيرية والجراثيم المعروفة ماثلة فى جينومات هذه الحيوانات وناتجة عن «احداث تكافل داخلى»!

أمومة باسلة وأرض تكافح



لم تكتف لين بتقديم منطق التعايش نقيضا لمنطق الصراع كأساس لتطور أشكال الحياة على الأرض، بل انتقدت فرضية «الجينة الأنانية» طارحة مفهوم «أننا أكبر من جيناتنا» وذهبت إلى فرضية جديدة تقول بأن الجينات لاتُقرأ فقط بل تُكتَب أيضا، بمعنى أن جيناتنا يضاف إليها جديد عبر الحياة وتعاقب الأجيال، وقدمت عن ذلك وبمشاركة ابنها «دوريان ساجان» كتاباً عنوانه «الجينات المُكتسبة» فالجينات ليست صيغة جامدة بل حية متفاعلة تكتسب معلومات جديدة فى ذاكرة تتوسع بالتفاعل مع متغيرات المحيط الحيوى حول الكائن الحى. كما انضمت إلى عالم الكيمياء العبقرى المثير للجدل «جيمس لافلوك» ودعمت بالقرائن البيولوجية لمحته القائلة بأن المحيط الحيوى لكوكب الأرض كيان تتشارك وتتكامل فيه منظومات حية عديدة تعمل معا على توازنه واستدامته وردع ما يهدد ذلك.

ليندا مارجوليس أسموها «لين.. الأم الجامحة للأرض» و«لين.. المتمردة العلمية». وهى لم تكن متمردة علمية فقط، بل عبقرية متمردة فى الحياة أيضا. فبعد انفصالها عن نجم الثقافة العلمية الأشهر كارل ساجان تزوجت عام 1967 من الكيميائى توماس مارجوليس الذى حملت كنيته فصارت تُنادَى « لين مارجوليس» وقد انجبت منه أبنا وإبنه، لكن زواجهما انتهى بالانفصال عام 1980، وفى تعليق لها على حياتها الخاصة قالت: «لقد تركت وظيفتى كزوجة مرتين، فليس من الممكن إنسانيا أن أكون زوجة صالحة وأما جيدة وعالمة من الدرجة الأولى». تصريح صادق ومؤلم ينم عن تواضع وشجاعة عظيمين، لكنه لايخلو من ظلم لذات إنسانية كبيرة، فقد كانت أما عظيمة أيضا، بدليل نبوغ أبنائها وسويتهم، وحفاظها على نقاء العلاقة الإنسانية مع زوجها الأول كارل ساجان، الذى دعم توجهها ودافع عنه ككاتب علمى واسع التأثير. كما كانت أما لشباب الباحثين الذين عملوا معها، ويُحكى أن بيتها الذى اختارته فى ضاحية شبه ريفية بعيدة عن صخب المدينة، كان لايغلق أبوابه أمام تلامذتها وأصدقائها وأصدقاء هؤلاء وأولئك. بل حتى للعابرين الذين لايجدون مكانا يبيتون فيه وقد باغتهم الليل على الطريق!

ضد الحرب الباردة والاختزالية فى العلم

فى عز سنوات الحرب الباردة، ازدرت لين مارجوليس تسلل شوائب هذه الحرب إلى ساحة العلم، وعندما وجدت جذورا لمنهجها البحثى عند العلماء الروس غير المؤدلجين لم تتردد فى إعلان تقديرها لهذه الجذور، وتساءلت بتحدٍ: «إن النظرة التكافلية للتطور لها سلالة طويلة فى روسيا، أليس كذلك؟ وأضافت بوضوح: «منذ البداية قال الروس إن الانتقاء الطبيعى هو عملية إزالة ولا يمكن أن ينتج كل التنوع الذى نراه. لقد فهموا أن التوالد هو مصدر رئيسى للابتكار، وقد تحفظوا على داروين. فإذا كان العالم الناطق بالإنجليزية يمتلك «الانتقاء الطبيعى»، فإن الروس يمتلكون «نظرة التعايش»، ففى عام 1924قدم بوريس ميخائيلوفيتش بوليانسكى كتاباً بعنوان: «النشوء التعايشى قاعدة جديدة للتطور» Symbiogenesis: A New Principle of Evolution. والمدهش أنها لم تكتف بذلك، بل راجعت بنفسها ترجمة كتاب بولانسكى إلى الإنجليزية، ودعمت نشره فى الولايات المتحدة.

وقد انتقدت لين مارجوليس النظرة الاختزالية التى استمرأها كثيرون من أهل العلم المحدثين، الذين تعاملوا مع الكائنات الحية كآلات، وقاموا بتفكيكها ودراستها كأجزاء منفصلة، فصاروا كمن يمعن النظر فى شجرة فلا يرى الغابة، وقدمت بعملها نموذجا للتفكير بنهجٍ كُليِّ، فاكتشفت أن مكونات الحياة تتدفق معا كنظام، وأن هناك خصائص جامعة تنشأ من النظام نفسه، وتتحدى هذه الخصائص من يتوهم إخضاعها بالسيطرة على مُكوِّنٍ هنا أو مُكوِّن هناك. وفى تواضع يليق بعالمة عظيمة وشجاعة قالت: «لا توجد حقيقة مطلقة، لكن العلم هو أفضل طريقة للمعرفة، ولنتذكر أنه بعد كل هذه السنوات من التحقيق، ما زلنا نعرف القليل عن الحياة».



التمرد والعلم الجيد



لقد امتلكت لين مارجوليس هبة يندر وجودها بين العلماء المحدثين، وهى الجمع بين الرؤية الرحيبة والرؤية الدقيقة فى آن، ومن ذلك ما أوردته عن العالم الميكروبى، قالت: «فى حين أن الكثير من الناس لا يزالون يعتقدون أن البكتيريا «جراثيم» وطاعون على البشرية، يعرف العلماء الآن أن البكتيريا هى المنتج الرئيسى للأرض وإعادة تدويرها وأنه لا يمكننا العيش بدونها فى الواقع، فكل واحد منا ليس الفرد المستقل الذى نعتقد أننا نكونه، بل مجتمع من الكائنات الحية التى تعيش معًا عبر علاقات تكافلية معقدة. نحن نحتوى على خلايا بكتيرية فى أجسامنا أكثر من خلايانا البشرية، إن الفهم الأفضل لدور البكتيريا فى أجسامنا وفى البيئة أمر أساسى لفهم صحتنا وصحة البيئة».

ليس أخيراً، فى كتاب عالم الفيزياء فريدمان دايسون «العالِم متمردا» الذى تضمن مايشبه «بورتريهات» لعدد من مشاهير العِلم العظام ذوى النزعة التمردية، أكد اقتناعه بأن التمرد شرط من شروط العلم الجيد، وأن تمرد من احتفى بهم كتابه لم يكن مجرد اندفاع وتهور، بل كان مسيرة مخططة بعناية على مدى سنوات عديدة، ولم يكن تمردا يهدف إلى التدمير، بل يحافظ بقدر الإمكان على ماهو صالح ومستقر من نظام العالم. كما أوضح عبر النماذج التى عرض لها أن التمرد والكفاءة المهنية العلمية ظلا يسيران جنبا إلى جنب، ويبدو أن فريدمان تايسون لم يلحق بلحظات التسليم بعبقرية المتمردة لين مارجوليس، فلم يرسم لها «بورتريها» نَصيَّا فى كتابه، لكن أى قارئ لسيرتها، ومتابع لمتجزها، سيضيفها بقناعة تامة إلى قائمة المتمردين العظام فى تاريخ العلم فى القرن العشرين، ومطلع القرن الحادى والعشرين. وهو تمرد خلاق، يستحق استلهام تألقاته لإنقاذ الحياة فى هذا الكوكب المعلق على الحافة، واستخدامها كاستعارات جديدة لاقتراح استراتيجيات عيش بشرى إحيائى جديد، ويصلح لعالمنا القادم إن كان لنا أن نستمر بعد كورونا المُستجد! وأهم من الاستمرار: أن نتعظ.



فيلم يستحق المشاهدة



عندما توفيت لين مارجوليس فجأة بسكتة دماغية فى عام 2011 عن عمر يناهز 73 عامًا، « وكان العالَم العلمى قد سلَّم بنبوغها فصارت عضوا موقرا فى معظم الأكاديميات العلمية الأرفع مقاما فى أربعة أرجاء الأرض، كما سلم بذلك السياسيون، وقلدها الرئيس الأمريكى أرفع وسام للإنجاز العلمى فى الولايات المتحدة». قرر المخرج جون فيلدمان أن يصنع فيلمًا حول نطاق ومضمون إنجازها العلمى وانعكاساته، مستعينا بوجهات نظر عديد من العلماء ومن عملوا معها، وقد أنجز هذا الفيلم بعنوان: «الأرض التكافلية» Symbiotic Earth الذى كان عرضه الخاص فى يوم المرأة العالمى مُكرَّسا « لإحياء ذكرى عالمة عظيمة ونموذج لشجاعة ودأب وعمق رؤى أنثى قوية الإرادة صنعت لنفسها دربا مميزا فى أرض طال خضوعها لهيمنة الذكور» « وأى ذكور؟!». وهذا الفيلم ليس متاحا بالمجان على الانترنت، لكن يمكن شراؤه بسعر زهيد، وهو جدير بأن يُترجَم إلى العربية ويُعرَض بتوسع واهتمام، لإزكاء التنوير العلمى وتخصيب التفكير النقدى، وطرح ذلك النموذج الاستثنائى للجمال والتمرد، المُنقذين لعالمنا، بعد كورونا.

.....................................

> النَّص «ببعض تصرف الكاتب ليناسب قارئ الجريدة العامة» بالتنسيق مع مجلة «للعِلم» «forscience.com» وهى الطبعة العربية المصرية المجانية لمجلة ساينتفك أمريكان، عبر الإنترنت..

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق