صباح السبت قبل الماضي، ومع بدء أجازة عيد الفطر المبارك، سافرت مع أسرتى الصغيرة لقضائها فى قرية الصحفيين بالساحل الشمالي. ومع الوصول إلى هناك بدأت أدرك التأثير الهائل الذى فرضته جائحة كورونا على المكان، شأنه شأن كل مكان فى مصر، بل فى العالم كله. وكان فى مقدمة تلك التأثيرات التى أحبطتنى كثيرا اختفاء الصحف اليومية، التى كانت تحملها سيارات الأهرام للتوزيع على طول الساحل من الإسكندرية إلى مطروح. وبادرت على الفور للاتصال بالأهرام فأحالونى إلى أحد المسئولين الذى سألته عن اسمه فقال فلان..إن شاء الله فلفتت عبارته نظري، فقلت له أنا أسألك عن اسمك...فما محل كلمة “إن شاء الله” هنا، فغضب وقال وهل فى ذكر كلمة الله خطأ...؟ فنبهته وقلت له إننى أعرف جيدا ما أقوله، ولا داعى لأن يعلمنى شيئا! وذكرنى ذلك الموقف على الفور بواقعة مشابهة حدثت منذ ما يزيد على عشرين عاما تقريبا عندما زارنى فى مكتبى بمجلة السياسة الدولية بالأهرام د.روبرت سبرنجبورج أستاذ العلوم السياسية الأمريكى الذى يتقن اللغة العربية تماما، فبادرنى بمجرد دخوله بالسؤال هل أصبحت كلمة إن شاء الله اسما..؟ فقلت له لماذا هذا السؤال فقال لأنه سأل سائق التاكسى الذى استقله للأهرام عن اسمه فقال محمود إن شاء الله! غير أن هذه التقليعة لا علاقة لها إطلاقا بالتدين أو الإيمان، فتعبير إن شاء الله، مثل تعبير بإذن الله هو تعبير جميل يشير إلى التفاؤل بحدوث أمر ما فى المستقبل، مثل قولك سأذهب لزيارة والدتى غدا إن شاء الله، أو سوف أسافر إلى الخارج بعد شهرين إن شاء الله أو بإذن الله...وهكذا، أما استعماله كاسم أو صفة فهو استعمال خاطئ، وينطوى على تزيد معيب، واستعمال للفظ الجلالة فى غير موضعه. والحقيقة أن مثل تلك الوقائع تذكرنى بالحديث الشريف هلك المتنطعون! والتنطع هو التكلف والمغالاة والتحذلق الفارغ فى بعض الأمور أو الأفعال، وقانا الله شر التنطع والمتنطعين.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: