رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هل الإسلام ضد العلم؟

بينما كانت أوروبا غارقة فى العصور المظلمة كانت الحضارة الإسلامية تزدهر وتشهد عصرها الذهبي. نفخر نحن العرب بالعصر الذهبى للإسلام - الذى استمر قرابة 500 عام - ونستخدمه كدليل إثبات على عدم وجود صراع بين الإسلام والعلم.. تاريخ وإرث حضارى لا ينكره أحد ولكن إلى أين ذهب كل هذا ؟ ولماذا تراجع العلم فى المجتمعات العربية؟ وهل يمكن اعتبار ذلك نتيجة لعداء خفى بين الإسلام وبين التطور العلمى الحديث باتجاهاته الحالية؟

فى كتابه «الإسلام والعلم وتحدى التاريخ»؛ يدرس د.أحمد دلال أهمية المعرفة العلمية ويرصد العلاقة بين الثقافة العلمية والقوى الثقافية الأخرى فى المجتمعات الإسلامية ضمن سياقها الثقافى الأوسع، متتبعا الفروق المعرفية بين العلم والفلسفة من ناحية ، والعلم والدين من جهة أخري. كما يتتبع الطرق التى تم بها تحديد عوالم المعرفة العلمية والسلطة الدينية تاريخيا، فى محاولة للإجابة عن عدة تساؤلات مثل ما إذا كان للمعرفة العلمية الأسبقية على السلطة الدينية عندما تتداخل عوالمهما بشكل واضح، وماهى القوى الثقافية التى وفرت شروط الجدل حول أسبقية الدين أو العلم؟ كيف نشأت هذه المناقشات؟ وكيف استمرت؟ موضحا كيف تغيرت التقاليد العلمية الإسلامية جذريا فى العصر الحديث.

يعرض الكتاب مجالات تطبيق العلم وتقاطعه مع القواعد الدينية (تحديد اتجاه القبلة حساب الميراث).

كما بحث القضايا المثيرة للجدل التى أثارتها الداروينية و «علم الفلك الجديد»، مبرزا كيف أن العلم بالحضارة الإسلامية كان يخلص نفسه ببطء وبنجاح من الجمع بين الفلسفة والدين. يعتقد دلال أن أى صلة بين العلم والدين أو الفلسفة ستؤدى لنتائج عكسية وتراجعية لذا يدعو بوضوح لفصل واضح بين العلم والدين أو الفلسفة، مشيرا إلى أنه فى الماضى سيطر الدين على المجال الاجتماعى والأخلاقى إلا أنه لم يمارس الهيمنة المعرفية على العلم لذا كان المسلمون هم المنتجين الرئيسيين للعلم بالعالم. يلخص دلال وضعنا الحالى بقوله «الثقافة العلمية هى إرث من الماضى وأمل فى المستقبل لكنها غائبة ،فى الواقع ، وفى الحاضر»، موضحا أن هناك اختلافا فى النظرة للعلم بين العصر الحديث والماضى تتمثل فى رؤية العلم كوسيلة للقوة بدلا من نظام فكرى اجتماعى شامل، مشيرا إلى أن التراجع فى تاريخ العلوم الإسلامية ليس ثقافيا أو معرفيا ، بل نتيجة لعوامل تاريخية واجتماعية وسياسية واقتصادية.

وفقا لأدلة كثيرة صاغها دلال فى كتابه لا يمكن وصم الإسلام نفسه بأنه ضد العلم ولكن الأزمة تكمن فى الفكر والعقل الأصولى الذى يعارض العلم والعقلانية، وإن كانت الأصولية ليست مقصورة على الإسلام وحده بل هى أزمة تعانى منها كل الديانات، وتتمحور فى المعركة بين العقلانية والتقليدية المحافظة التى تسعى لتقويض أى محاولات لتجديد الفكر عامة بانتهاج خطابات عاطفية تداعب بها الوعى الدينى الشعبي، وتضع الدين خارج حسابات التفكير، وتنظر له باعتباره تراثا مقدسا يجب الحفاظ عليه كما هو مما يفرغ الدين من جوهره الحقيقى ودوره الفاعل فى التطور الاجتماعى الذى يقع فى القلب منه التطور العلمى الذى لن يتحقق بدوره دون أن تكون الرؤية للعلم كنظام فكرى اجتماعى شامل، وهو ما نجح فيه المسلمون فى الماضى ومازال أحفادهم يتعثرون ويفشلون فى تطبيقه بالحاضر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق