رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
وينك رايح يا شادى!

«قومى من حزنك. قومى إكراما للغابات وللأنهار وللوديان. قومى إكراما للإنسان.إنا أخطانا يا بيروت وجئنا نلتمس الغفران». للأسف ليست بيروت فقط، التى ناشدها نزار قباني، أن تقوم من تحت الرماد، بل لبنان كله، الذى يكاد يسقط، بعد أن تآمر عليه كثيرون، فذبحوا الفرح النائم فى عينيه الخضراوين وشطبوا وجهه بالسكين وألقوا ماء النار على شفتيه الرائعتين، حسب التعبير المؤلم للشاعر الراحل.

خذله سياسيوه، فأوصلوه للإفلاس، وتفرغوا لمعاركهم الصغيرة محولين البلاد لمزرعة، تنافسوا على شفط خيراتها، والنتيجة أن 50% من اللبنانيين تحت خط الفقر، وسط ارتفاع لا مثيل له بالأسعار وانخفاض قياسى بقيمة الليرة.

بمساحته الصغيرة، وعدد سكانه القليل، ظل لبنان واحة يتطلع إليها المثقفون العرب، كلما ضاقت فضاءاتهم وضيقت عليهم حكوماتهم منافذ الحرية والتعبير والإبداع. أصبح القوة الناعمة للعالم العربى بمثقفيه ومبدعيه وصحافته. وبينما كان محيطه العربى يغلق حدوده وعقله ويتوجس خيفة من الجديد، يفتح لبنان ذراعيه لكل راغب ومتطلع لاستنشاق نسمات الحرية والانطلاق والتجريب.

هذا اللبنان الحلم، توقف أو كاد عن الوجود. وبعد دمشق وبغداد، قلعتا الحضارة العربية، ها هى بيروت تسير بطريق الانهيار. يبدو أن السقوط يعدي. حفظ الله القاهرة وأبقاها حاضرة العرب الكبري.

المفارقة المأساوية، أن هناك عربا يتشفون بلبنان، بدعوى أن حزب الله أخذ البلد للمجهول وجعلها مركزا للنفوذ الإيراني. حسنا، ماذنب المواطنين اللبنانيين، الذين لم يتركوا مناسبة إلا واحتجوا على الطبقة السياسية، وأشعلوا فى أكتوبر الماضى ثورة نموذجية، ثم عادوا قبل أيام أكثر عنفا وغضبا.

لبنان، فى أشد الحاجة للمساعدة. ليذهب السياسيون للجحيم، فالشعب هو الباقي. إبداعات المفكرين والأدباء والفنانين اللبنانيين تشفع له. دوره كجسر حضارى بين الشرق العربى والغرب، مصلحة للعرب أنفسهم.

عام 1968، غنت فيروز، من كلمات وألحان الأخوين رحباني، أغنية شادى بمناسبة مرور عشرين عاما على نكبة فلسطين. تقول فيها: وينك رايح يا شادى (تقصد فلسطين آنذاك). أندهله ومايسمعني، ويبعد يبعد بالوادي. ومن يوميتها، ما عدت شفته. ضاع شادي.. ندعو الله ألا يضيع لبنان أيضا.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام

رابط دائم: