صحتك والصيام..
مرضى الصرع والسكتة الدماغية

أوضح الدكتور طارق توفيق أستاذ المخ والأعصاب بطب القصر العينى أن هناك أربعة عوامل  تساعد على التعجيل بحدوث النوبة الصرعية لمرضى الصرع، وهى انخفاض مستوى السكر فى الدم ، وكذلك معظم مضادات الصرع المتاحة تعمل فى حدود من 10 ساعات بعد ذلك يبدأ مستواها بالانخفاض فى الدم، فى حين أن الصيام مدته 14 ساعة، وبالتالى سيكون هناك أكثر من ساعتين يكون فيهما مستوى أدوية الصرع منخفضة بالجسم عن المستوى الطبى اللازم للتحكم فى النوبات.. وإذا أضفنا إلى ذلك ارتفاع درجات الحرارة فى الجو، وما يصاحبه من فقدان للسوائل فى الجسم عن طريق العرق، أضف ايضا عدم تناول الغذاء لفترة طويلة قد يؤدى إلى انخفاض بعض العناصر الأساسية مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم .

وأضاف أن العوامل السابقة قد تؤدى إلى التعجيل بحدوث النوبة الصرعية، لذلك يمنع صيام مريض الصرع، خاصة كبار السن والسيدات الحوامل. ولكن إذا كان هناك مريض يتناول أدوية الصرع ومضى على تناوله العلاج مدة عام ولم يحدث له أى نوبة صرع، ويتناول العلاج بانتظام، ولا يعانى أى صداع، ويتراوح عمره من 20إلى 40 عاما ولديه بنيان جسمانى قوى ورسم المخ الكهربي الخاص به قد أظهر عدم وجود أى نشاط كهربائى  زائد نتيجة الانتظام فى أخذ العلاج، ففى هذه الحالة يمكن صيامه، ولكن شرط أن تجتمع فيه كل هذه الشروط، وهذا الأمر يتم التثبت به عن طريق الطبيب المعالج. وفى هذه الحالة سيأخذ دواءه بعد الإفطار مباشرة والتأخير فى أخذ الدواء إلى قبل السحور مباشرة.

كما ينصح الدكتور طارق توفيق مرضى السكتة الدماغية أو ما يطلق عليها "جلطة المخ "، بعدم الصيام. مشيرا إلى أن المصاب بهذا المرض غالبا ما يكون تعدى عمره 50 عاما، وقد يعانى السكر وارتفاع ضغط الدم، ولا جدال أن الصيام خاصة فى الحر الشديد يؤدى الى فقدان شديد لسوائل الجسم، وبالتالى يحدث تركيز شديد للدم وتزداد لزوجة الدم  ومن ثم تزداد فرصة حدوث جلطات جديدة.

أما إذا صمم المريض على الصيام ـ ونؤكد أننا لا ننصح بذلك ـ فيجب عليه تجنب التعرض للشمس بكل الطرق، حتى لا يفقد سوائل كثيرة، مع ضرورة تناول سوائل كثيرة موزعة خلال فترة الفطار إلى السحور، والإكثار ايضا من تناول الفاكهة والخضروات، وكذلك تجنب بذل أى مجهود بدنى فى أثناء الصيام مع أخذ الدواء الموصى به.