رؤيه حره
على نفسها والعالم؟!

لا يتوقف الرئيس الامريكى دونالد ترامب عن توجيه الاتهامات الى الصين دون منطق فى اغلب الاحيان بغرض واحد هو ابتزازها والضغط عليها للحصول على مكاسب تجارية كما هى هوايته المفضلة مع الدول العربية البترولية واليابان وكوريا الجنوبية، وحتى قبل ان يفوز فى الانتخابات الرئاسية وفى اثناء حملته الانتخابية وهو يكيل الاتهامات للصين ويتوعدها بالويل والثبور وعظائم الامور بعد ان يجلس فى البيت الابيض.وبالرغم من ان هذا نهج تقليدى فى السياسة الخارجية الامريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن ترامب يمارسه بأسلوب اكثر فجاجة، فهو رجل مهنته الاساسية» سمسار عقارات» وهو لايخجل من ذلك لأن أباه كان احد اكبر سماسرة العقارات فى الولايات المتحدة وبنى كل ثرواته منها واكمل ترامب تلك الثروة وزاد عليها بمهاراته التفاوضية والابتزازية.

وعندما تفجر وباء كورونا كما يتردد فى مدينة ووهان الصينية فى الايام العشرة الاخيرة من 2019، سارع ترامب ودون ان يكون لديه أى دليل لاتهام الصين بانها السبب وانها تطور اسلحة بيولوجية فى معمل ووهان ودون ان تكون لديه أى أدلة على زعمه، وهل يحتاج رئيس اكبر دولة فى العالم إلى دليل !! انظر كيف دمروا العراق بأكاذيب مفضوحة عن امتلاك صدام حسين اسلحة دمار شامل!!

لم يتوقف ترامب عن توجيه الاتهامات للصين منذ تفشى ازمة وباء كورونا بنفس الاكاذيب دون دليل واحد، ولو افترضنا جدلا ان الفيروس«هرب» من معمل ووهان، أليس من المنطقى ان يكون علماء وموظفو وعمال المعمل هم اول ضحايا كورونا ؟! لم تثبت منظمة الصحة العالمية التى لديها فريق طبى من علماء العالم فى ووهان منذ يناير الماضى مثل هذا الزعم. بل على العكس اشادت المنظمة بنجاح الصين فى التعامل مع الازمة ، ولهذا نالت عقاب ترامب وقرر تجميد المساهمة المالية الامريكية للمنظمة، ترامب كان يريد ان تلعب منظمة الصحة دورا قذرا وتقول ان فيروس كورونا تسرب من معمل ووهان وبالتالى فان الصين تسببت فى أضرار هائلة للاقتصاد العالمى وتستحق العقاب وان تدفع تعويضات لكل دولة تضررت من كورونا وفى نهاية المطاف تعلن الصين افلاسها حتى يرتاح ترامب وترتاح امريكا من تهديد الصين وتضمن الا تنتقل زعامة العالم من الغرب إلى آسيا لاول مرة.