رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

روشتة طبية لمواجهة كورونا..
الدعم النفسى للمرضى و الإيمان بالقدرة على الانتصار

رامى ياسين

مشاهد عديدة شهدتها الإسكندرية خلال الأيام الماضية فى مواجهة فيروس كورونا، بداية من تظاهرات التكبير المسائية فى مناطق مختلفة والتى أعقبها قرارات الحكومة بفرض حظر التجول، ومشاهد التجمعات فى الشواطئ والمتنزهات واستمرار التكدس فى الأسواق والتعامل غير الجاد مع الإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهة الفيروس، ورغم التحذيرات والإجراءات المتعاقبة من الحكومة للحد من التجمعات، الا أن فئة من المواطنين غير متقبلة لتلك القرارات وغير ملتزمة بها وتسعى بشتى الطرق للتحايل عليها.

الأهرام سعى لمعرفة الأسباب من الناحية النفسية وتقديم روشتة نفسية لتعامل المواطنين والمصابين والأطقم الطبية لمواجهة فيروس كورونا..

يقول الدكتور وليد هندى إستشارى الصحة النفسية، إن مواجهة فيروس كورونا بوصفه أحد المواقف الكاشفة للشخصيات وردود افعالها مع هذا الحدث الجلل أظهر أن العديد من المواطنين فى مصر  يخلط بين مفهوم الحظر السياسى والأمني، والذى يواجه دائما بالخرق، وبين مفهوم الحظر للاعتبارات الطبية والصحة العامة، وإن الالتزام بالحظر بدأ فى التصاعد على عكس بداية الأزمة مع حدوث تفهم لمفهوم الحظر الطبي، مشيرا إلى أن جيل الشباب الذى حاول التحايل على القرارات الحكومية وعدم الالتزام بها والوجوذ فى تجمعات فى الشواطئ يرجع للمرحلة التاريخية التى عايشها هذا الجيل الذى شاهد الفوضى ومحاصرة المؤسسات، ورفض القانون والتمرد عليه، فهو جيل مرتبك نفسياً ومتعرض بشكل كبير إلى حرب نفسية ممنهجة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والإعلام الموجه ضد الدولة المصرية، والذى يبث أرقاما مضللة وحقائق غير علمية حول الفيروس، ويحاول التلاعب بالمزاج العام من خلال مهاجمة القرارات الحكومية التى تهدف للحد من الانتشار واحتواء الفيروس، بالإضافة إلى غياب لغة خطاب للشرائح الشعبوية فى المجتمع من خلال رسائل فنية بسيطة، مثل التى استخدمت فى الحملات للقضاء على البلهارسيا وحملات تنظيم الأسرة للتعريف بالفيروس واخطاره وطرق العدوى ومواجهته، لأن شريحة كبيرة من المجتمع لا تتعامل مع الاحصائيات وتقدر مدلولها وتستقى معلوماتها من مصادر خاطئة .. وصنف الدكتور وليد هندي، الانماط الشخصية للمتعاملين باستهتار مع فيروس كورونا بأنها تضم الشخصية المستهترة التى فى طبيعتها تستهين بالقوانين والأعراف والنظم، مثل المعتاد على كسر إشارة المرور ومخالفة خطوط السير والشخصية الاضطهادية التى تشعر دائما بالاضطهاد ودائما ما تأتى ردود افعاله عكسية مع النظم فى تعبير نفسى عن شعوره بالاضطهاد،  بالإضافة الى الشخصية الشبه فصامية، والتى تتميز بعدم الاستقرار ومنفصل تماماً فى افكاره عن الواقع وعن الحدث، بل قد يصل إلى إنكاره، بالإضافة إلى الشخصية العدوانية التى تحمل العدوانية فى طبعها، مثل مجموعة الشباب الذين اعتدوا على موظفى الاحياء بالاسكندرية الذين كانوا يقومون بتنفيذ قرارات الحد من التجمع، والتى تصل فى بعض الحالات إلى انه فى حالة الاصابة يرغب المصاب فى نقلها إلى المواطنين، وأخيرا الشخصية مضطربة المزاج التى ليس لها سيطرة على افعالها وتتقلب بشكل كبير بين الالتزام وعدم الالتزام،  مشددا على ان حرب الشائعات ومواقع التواصل الاجتماعى تستخدم انماطا مختلفة فى الرسائل الإعلامية للوصول إلى هدف واحد هو تقليب المزاج العام وخلق تجمعات تهدف الى نشر الفيروس، فالحرب ليست فقط فى الانتصار على الفيروس ولكن مواجهة تلك الحملات الشرسة ..

ووجه الدكتور وليد هندى روشتة نفسية للمواطنين للتعامل اثناء العزل الطبى المنزلي، باخبار المريض أو المشتبه به بالحقائق داخل مصر، والارقام الحقيقية لنسب الشفاء المرتفعة وتجارب النجاح والانتصار على الفيروس وايجاد اجواء اجتماعية، من خلال التعامل الوقائى الطبى بمناداة المصاب أو المعزول بأحب اسمائه ومشاركته الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والاهتمام الجيد به والحرص على مشاركته أخبار الحياة الأسرية اليومية وعدم التعامل معه بتنمر أو عزله وحيدا، بل على الشباب فى الأسرة تقديم دعم نفسى كامل حتى يستطيع تجاوز المحنة والانتصار عليها. واختتم الدكتور هندى بنصائح للأطباء الذين يواجهون الفيروس فى الخطوط الأولى داخل مستشفيات العزل، بضرورة وجود دعم لوجستى ودعم نفسى للأطباء داخل المستشفيات، ولابد أن يحرص الطبيب على عقد لقاء ومحادثة عبر الفيديو مع أسرته، حتى لا يشعر بالوحدة والانفصال عن المجتمع داخل المستشفي، بالاضافة الى عمل انشطة ترفع الروح المعنوية لأطقم التمريض والأطباء، من خلال تكريم يومى لأفضل طبيب أو عامل أو ممرض وسماع الأغانى الوطنية المحفزة، للتاكيد على المهمة الوطنية التى يقوم بها ولقاءات الكترونية لرجال الدين للحديث عن قيمة ما يصنعه الاطباء. وخلق حوافز معنوية للاطباء، مثل اطلاق اسم الطبيب الذى يخوض 3 فترات عزل أو ما يزيد على الشهر ونصف الشهر على أحد الفصول الدراسية بمدرسته السابقة، مطالباً بعمل نصب تذكارى للأطباء، مؤكداً أن التعامل النفسى الجيد هو أولى خطوات الانتصار على الفيروس واحتوائه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق