رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
نبلاء يواجهون الموت

سيسجل التاريخ الدور البطولى النبيل الذى يؤديه طبيبات وأطباء وممرضات وممرضون، فى مواجهة فيروس قاتل سهل الانتشار. يذهب أصحاب البلاطى البيضاء إلى المستشفيات والمراكز الصحية، فيرتدون ربما للمرة الأولى ملابس مختلفة عن هذه البلاطى التى صارت مألوفة لنا. شدة خطر الفيروس، وسهولة انتشاره، فرضتا أن يرتدوا ملابس واقية تغطى الجسد كله، سعيا إلى منع انتقال العدوي.

يعرف كل منهم أن حياته مهددة، ولكنهم يواصلون عملهم النبيل بشجاعة لإنقاذ أرواح مصابين بالفيروس، أو مشتبه فى إصابتهم. ولكن الملابس الواقية، وغيرها من الوسائل المعتمدة عالمياً، لا تحول دون انتقال العدوى إلى بعضهم. وقد أُصيبت بالفعل أعداد متفاوتة منهم فى بعض البلدان، وتوفى بعضهم لكى يعيش آخرون، وبينهم الطبيب المصرى البطل أحمد اللواح الذى قام بدوره النبيل فى مستشفى العزل بالإسماعيلية، ونقل شخص هندى يعمل فى بورسعيد الفيروس إليه.

سجلت إيطاليا أكبر عدد من الضحايا فى صفوف الأطقم الطبية، ومن بينهم طبيبان سوريان. كما ضحى أطباء عرب آخرون بحياتهم لإنقاذ أرواح مصابين فى أوروبا، ومنهم مثلاً طبيبان سودانيان وطبيب عراقى فى بريطانيا. إنها مهنة نبيلة تُعد من أكثر المهن التى تعبر عن جوهر النزعة الإنسانية وقيمها العالية. وفى الوقت الذى يقف هؤلاء فى الخطوط الأمامية يواجهون الموت وهم يؤدون واجبهم، علينا أن نُعيد تأكيد أن ثوب مهنة الطب الناصع لا يلطخه بعض من لا يستحقون الانتماء إليها، سواء من يهرب من أداء هذا الواجب، أو من يواصل ممارسات بشعة ويرفع الفيزيتا فى هذه الظروف الصعبة، بدل أن يخفضها. وفى مقابل هؤلاء، وهم قليل، يضع كثير من الأطباء أنفسهم فى خدمة أى شخص يحتاجهم، وينشرون أرقام هواتفهم لكى يتواصل معهم من يحتاجهم دون أى تكلفة.

وليس هذا غريبا فى مهنة الطب التى تعود بدايتها فى مصر إلى ما يقرب من قرنين، إذ أُنشئت مدرسة الطب عام 1827 فى أبى زعبل، قبل نقلها إلى قصر العينى عام 1837 ثم تحويلها إلى كلية بعد تأسيس الجامعة المصرية، وإقامة كليات أخرى فى كثير من الجامعات التى أُسست بعد ذلك.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: