رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الاختيار.. لماذا أرْعبَ الإخوان قبل عرضه؟

ردود أفعال جماعة الإخوان الإرهابية على الأعمال الفنية التى تفضحها وتحكى تضحيات أبطالنا الذين تصدوا ببسالة لإجرامها، تعكس رعبها من مبدعين يحرقون خداعَها بعد أن هزم مقاتلونا إرهابَها. وضحَ هذا فى أثناء وبعد عرض مسلسل ممالك النار وبصورة أكبر مع المسلسل الذى سيُعرض فى رمضان المقبل الاختيار، ذلك لأن الفن المصرى الذى له تأثير السحر على الوجدان العربى صار فى قلب المعركة واصلًا حتى إلى غير المنتبهين لخطورتها وأبعادها, فمن لم يقرأ سيشاهد ومن لم يتقص الأخبار من مصادرها الموثوقة أو وقع تحت تأثير دعايات ضالة ستأتيه الدراما بصورة حية تحكى له قصة الأحداث المهولة، كاشفة من اختار الخيانة وارتضى طعن الوطن فى ظهره بثمن بخس، ومن اختار افتداء وطنه بروحه.

لم تعد كَثرتُنا مُبَعثرَة كما كنا عندما صعدت جماعة الإخوان بقلتها المنظمة لتنفيذ مخطط احتلال مصر بالوكالة بعد 2011م، والحال الآن أن هناك خلف الجيش الوطنى الباسل والأجهزة الأمنية اليقظة شعبا موحدا دعم جيشه فى مواجهة أدوات المخطط الاستعمارى، ثم هناك مفكرون ومبدعون لا يحلم قادة الجماعة مع تحملهم مسئولياتهم التاريخية بأى فوز فى ساحة خداع العقول وسرقة التاريخ وتزييف الواقع لأن هويتهم صارت مُفتضَحَة وتجارتهم بالدين مشهودة، وأدوارهم فى خدمة مشاريع العثمانيين الجدد مَحْكية فى مسلسلات رمضانية.

ردد المصريون كلمات أغنية «قالوا إيه» دون حتى معرفة سبب كتابتها ودون معرفة قصص الأبطال الذين وردت أسماؤهم بها مثل المنسى وخالد المغربى وعمر الشبراوى وأحمد حسانين والعسكرى على وغيرهم، وغنوها بفخر وحماسة فى كل مكان دون أن يقفوا على حقيقة ما صنعه أبطال الكتيبة 103 صاعقة ـ على مشارف الارتكاز الأمنى بقرية البرث جنوب رفح، فما الظن عندما يسرد المسلسل المرتقب القصص الحقيقية لبطولات هؤلاء والمبنية على روايات مقاتلين شاركوا فيها، وما المردود الوجدانى عندما يرى المصريون كيف جاد أبطال عظام من خيرة رجالنا بأنفسهم على خط الدفاع الأول بالجبهة الشرقية، حتى لا تسبح مصر فى الظلام ولا تتحطم قواها وتُقسم أرضها وينفرط عقد وحدتها. اختارت جماعة الإخوان الإرهابية الخيانة وهو طريقها منذ نشأتها، وكانت سيناء هى ساحة التنفيذ والانطلاق, ففى رفح نوفمبر 2011م اتفق قادتها مع مندوبين من جماعات أخرى على أن تستقل سيناء كإمارة يسيطر عليها التكفيريون وهو السيناريو الذى دعمته الجماعة الأم خلال فترة مرسى بالعفو عن قادة الإرهاب الذين تطور أداؤهم القتالى وتسليحهم خلال فترة قياسية فهاجموا الجيش المصرى بصواريخ الكورنت والهاون والمدفعية المضادة للطيران. وفى حين كان المخطط هو فصل سيناء أو على الأقل أجزاء منها تحت هيمنة التكفيريين والإخوان لحساب تركيا على غرار الوضع فى سوريا وليبيا، كان هدف أبطال الكتيبة 103 صاعقة ـ وهم صامدون ثم وهم يسقطون يدافع بعضهم عن جثامين من سقط منهم ـ هو الحيلولة دون أن يتمكن الإرهابيون من رفع أعلامهم ولو للحظات على جزء من أرض سيناء لمجرد التقاط صورة يشتهيها الواهم العثمانلى الطامع فى رفع أعلام بلاده على سيناء بجهود ميليشياته العميلة لاستكمال إمبراطوريته المزعومة. هذا هو ما نال من أجله أحمد المنسى ورفاقه الشهادة، عندما اختاروا الدفاع عن الوطن وحدوده بدمائهم لتظل مصر موحدة آمنة، فى حين اختار هشام عشماوى الذى بكاه قادة الإخوان وميليشيات الخونة القتال لتحقيق أهداف أردوغان ولتقسيم مصر ورفع علم تركيا على محافظاتها وتحويل أهلها إلى نازحين ولاجئين. جماعة الإخوان منزعجة لأن الفن المصرى يوثق بطولات جيشه على إرهابها وخيانتها مُعرِفًا بهوية المقاتل المصرى الذى اختار أن يُمزَق جسده أشلاء ولا يُمزق وطنه، مستعيدًا انتصارات حرب العبور وقبلها نضال ضباط الثورة لتأسيس دولة ذات سيادة وجيش وطنى حر قوى مستقل. كما فتح ممالك النار الآفاق لقراءة معمقة لتاريخ العثمانيين القدامى وطبيعة مشروعهم الاستعمارى ولتاريخ عملائهم العرب، سيفتح مسلسل الاختيار نافذة على واقع أحداث اليوم من قلب مركز المعركة الكبرى بسيناء، ليشاهد المصريون ما جرى عن قرب، حيث لم يكن مجرد تأديب لمجموعات إرهابية بل حرب وجود دافع فيها أبطالنا عن وطنهم وجيشهم، فى وجه أدوات تفكيك الجيوش وتقسيم الدول. لا تنظر جماعة الإخوان الإرهابية فقط بيأس إلى إمكانية استعادة المُلك فى مصر، بل أيضًا بحقد وحسرة لنهوض الوطن وتماسكه بجهود أبنائه، وبذل ومهانة لأنها صارت وفق توثيق التاريخ وما يوثقه الفن المصرى كيانًا خائنًا معاديًا، وبقى الجيش رغم عمالتها ورغم المؤامرة القذرة قويًا ثابتًا متماسكًا حافظًا للتوازن الاستراتيجى فى الشرق الأوسط رغم نجاح الجماعة ومن يحركها فى إسقاط وتفكيك معظم الجيوش العربية.


لمزيد من مقالات هشام النجار

رابط دائم: