رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

خيال هوليوود يسبق واقع«كورونا»!..
8 أفلام بارزة تناولت الأوبئة وما تسببه من موت الآلاف والفوضى الهائلة

عصام سعد

لم تكن السينما العالمية يوما بعيدة بخيالها عن الواقع، مثلما نعيش هذه الأيام مع تفشى فيروس «كورونا» القاتل. فالكثير من الأعمال الهوليوودية تبنت فكرة تهديد البشرية، ليس بحروب الأسلحة النووية فقط بل بالحروب البيولوجية والأوبئة أيضا، حيث قدمت تلك الأفلام سيناريوهات عدة حول ما يحدث الآن من تفش لفيروس يفتك بدول العالم ويضطر زعماؤها لاتخاذ قرارات تهدف لتجاوز الأزمة، بإغلاق الحدود والمجالات الجوية ورفع حالة الطوارئ وما يتبعها من فوضى إدارية وموت الآلاف وانهيار لقطاعات كثيرة.

مع تفشى جائحة « كوفيد - 19» عادت للأذهان تلك الأفلام التى تتناول أحداثها الأوبئة والفيروسات التى هددت سلام العالم، قبل أن ينتصر عليها الإنسان، ويأتى فى مقدمة تلك الأفلام ، وعددها ثمانية الفيلم الأمريكى «العدوي» .. «CONTAGION» الذى أنتج عام 2011. ويتناول أحداثا مقاربة لما يحدث فى الواقع الحالى بكل تفاصيله، من كيفية انتقال العدوى وأعراض الإصابة بالفيروس، حيث تدور أحداثه حول إصابة سيدة عادت لولاية مينيسوتا الأمريكية، بفيروس بعد رحلة عمل فى هونج كونج وتظن أنها أصيبت بدور «برد» عادي، ولكنها تموت فى غضون أيام تاركة زوجها فى حالة صدمة ثم يبدأ الآخرون فى المعاناة من نفس الأعراض، حيث ينتشر فيروس غامض حول العالم لتبدأ حواجز الحماية الاجتماعية سريعا وسط مشاهد الحجر الصحى والتخوف من التجمعات وما تبعها من انفراط لعقد النظام الاجتماعى وسط مساعى الجهات والمنظمات المعنية بالصحة للعمل على معرفة سبب الفيروس والبحث عن لقاح وسط الأمل واليأس حتى نجحوا فى الوصول له، ولكن بعدما حصد الفيروس أرواح 26 مليون شخص خلال 26 يوما، ليتبين فى نهاية الفيلم أن الفيروس هو امتزاج المواد الوراثية من الخفافيش والخنازير.

وفى عام 1995، جاء فيلم «تفش».. «Outbreak»، الذى تعود أحداثه لعام 1967، حيث يُكتشَف فيروس مميت، يسمى »موتابا«، تحديدا فى احدى الغابات الافريقية ويصيب بحمى مميتة، وفى سبيل إبقاء الأمر سرًّا يلجأ ضابط بالجيش الأمريكى لتدمير المخيم بعد إصابة الجنود به، قبل أن يعود الفيروس للظهور من جديد بعد مرور 23 عامًا إلا أن المسئولين يتعاملون مع الأمر باستخفاف اعتقادًا منهم بأن الفيروس لن يصل إلى أراضيهم البعيدة، لكن لسبب غير متوقع ينتقل الفيروس بالفعل للنصف الثانى من الكوكب بل ينتقل بشكل سريع بفعل السعال أو العطس، تمامًا كالإنفلونزا، فتقرر حكومة ولاية كاليفورنيا، التى انتشر بها الفيروس بسبب أحد القرود الافريقية، التكتم على الخبر فيما يحاول اختصاصى فيروسات يعمل فى معهد البحوث الطبية للأمراض المعدية بالجيش الأمريكى على إيجاد علاج لاحتواء الموقف، وفى الوقت نفسه يسعى أحد الجنرالات لمنع ذلك على أمل استغلال الفيروس كسلاح بيولوجي.

وفى العام ذاته، عرض الفيلم الأمريكى «12 قردا» .. 12MONKEYS وهو يتحدث عن مؤامرة فى إطار خيال علمى حول اللجوء للسفر عبر الزمن فى محاولة لإحباط فيروس قاتل ناشئ تتعرض له الأرض ويمحو معظم البشرية، مما يجعلهم يعيشون تحت الأرض لتجنبه، وذلك يدفع فريقا من الأطباء للتسابق مع الزمن فى محاولة لإنقاذ البلد، فيتفقون على إرسال سجين للماضى لمعرفة خطط الجماعة الإرهابية، التى تسمى نفسها »جيش الـ 12 قردا«، ليأتى بعينة من الحمض النووى للفيروس لعمل عقار مضاد له.

وفى عام 2002 جاء فيلم «28 يوما لاحقا» .. «28DAYS LATER» ليعرض انهيار المجتمع البشرى بعد تفشى فيروس فتاك يطلق عليه «فيروس الغضب» فى بريطانيا، وهو مرض يلتهم جلد الانسان ويحوله لمخلوق «زومبي»، ويأتى انطلاق الفيروس عندما يخطئ العلماء فى إحدى التجارب، وتطالب الجمعيات المعنية بحقوق الحيوان بإطلاق سراح مجموعة من الشمبانزى المحتجزة بالمختبرات الطبية ثم يتعرض أحدهم لعضة منهم فيصاب بالفيروس، الذى يتسبب فى كسل وغيبوبة، فتبدو عليه علامات الموت الوشيك.

ويسعى الفيلم لاستكشاف كيف أن المرض يمكن ان يؤدى لانهيار مجتمعى باستحضار غرائز بدائية، وقد صدر جزء ثان للفيلم عام 2007 ليتناول اختراق المنطقة الآمنة، التى تم انشاؤها لإيواء الناجين لتنفجر العدوى مرة اخرى فى غضون ساعات وكيف تنتقل العدوى من المحلية للعالمية فى نهاية الفيلم.

وفى العام نفسه، عرض فيلم «أنا أسطورة».. «I AM A LEGEND»، الذى يحاول من خلاله بطل الفيلم »ويل سميث« الخبير فى عالم الفيروسات فى الجيش، والوحيد غير المصاب بالفيروس الذى اجتاح ولاية نيويورك، إيجاد علاج لوباء يتسبب فى وفاة 90 % من سكان العالم فى حين الـ 9 % من المصابين يتحولون لمصاصى دماء يفترسون الـ 1 % الناجين منه، الذين يمتلكون مناعة ضد هذا الفيروس.

والفيروس فى الفيلم كان ناتجا من علاج للسرطان يعتمد على فيروس الحصبة المعاد هندسته بشكل خاطئ ثم تحول لوباء.

وفى عام 2008 عرض الفيلم الأمريكى «الحجر الصحي» .. «QUARANTINE»، ويدور حول صحفية ومصور مكلفين بالبقاء فى محطة لوس انجلوس للإطفاء لمتابعة نوباتهم الليلية فى مبنى انتشر به فيروس يشبه داء الكلب بين العاملين به وأصبح المبنى معزولا بعدما رفض الجيش مغادرة كل من فى المبنى حتى لا يصاب السكان بالفيروس، الامر الذى تم تجسيده فى الواقع مؤخرا عقب تفشى فيروس كورونا من خلال السفينة السياحية فى اليابان، التى يطلق عليها »الأميرة الماسية«، التى كان على متنها 3700 من الركاب والطاقم، وقد أصيب 712 بالفيروس ووفاة 10 حالات، وقد فرض عليها الحجر الصحى وعلى من بها لحماية الآخرين من الإصابة، ولكن أدى ذلك لانتشار الفيروس بين من هم على متنها لوجودهم داخل مساحة ضيقة.

وفى العام نفسه عرض فيلم «يوم القيامة» ..«DOOMSDAY»، وتدور أحداثه فى أسكتلندا، حيث ينتشر بها فيروس قاتل يصيب الملايين لتقوم الحكومة البريطانية على أثر ذلك باتخاذ إجراءات الحجر الصحى بصرامة شديدة للسيطرة على الواقع إلا أنه ينشر الفوضى بين المرضى ويُكلف فريق طبى بالبحث عن علاج له .

وأخيرا عام 2013 عرض فيلم «إنفلونزا» .. «FLU» وتدور أحداثه فى احدى ضواحى العاصمة الكورية سول، حيث يعمل شقيقان فى تهريب الراغبين فى الهجرة غير المشروعة ويتفاجآن بأن المهاجرين بإحدى الشاحنات قد لقوا حتفهم بسبب غامض ثم يتضح لاحقا أن الفئران كانت تتغذى على جثث الشاحنة وبسرعة هائلة يتفاقم الفيروس وتتزايد ضحاياه ويتحول لوباء يصيب الجهاز التنفسي، مما ينشر الفوضى والذعر بين السكان، وفى أثناء ذلك يكافح شخصان للوصول للمدينة المجاورة قبل إغلاقها للحصول على مصل مبدئى يساعد بشكل كبير فى تطوير العلاج المحتمل للفيروس.

ليست تلك الأفلام فقط، التى جسدت انتشار الأوبئة وما يتبعها من ذعر بل هناك الكثير من الأعمال التى قدمتها هوليوود عن الأوبئة إلا أن ما سيتم تجسيده لاحقا فى أفلام هوليوود عن الأزمة الراهنة سيكون أكثر قسوة لكونه مستوحى من أحداث واقعية مزلزلة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق