رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

‎فاروق حسنى لـ «الأهرام»: أقمت معرضى الأخير فى قصر عائشة فهمى الذى بدأت به مسيرتى الفنية

‎ منـار سـليمة

أمى كانت الداعم الأول والمشجع الإساسى نحو دراستى الأكاديمية

الهوية التشكيلية المتميزة لا تأتى من فراغ بل نتيجة جهد وتجريب

 

كان اللقاء والحوار مع الفنان فاروق حسنى للحديث عن معرضه بقصر عائشة فهمى بالزمالك، ولكن الحوار سرعان ما اتجه نحو مساحات اكثر اتساعا وباتجاه ما تحقق سابقا وما هو قيد التنفيذ الآن، ووصولاً إلى أبعد من ذلك لحدود اوصلتنا إلى ما فى مخيلته من أحلام مازال ينظر لها بنظرة الفنان اللامتناهية وكأن مشواره يبدأ الآن، حاملاً من الطموحات والمشاريع رؤى تنتظر النور بشغف وأمل،  وجميعها يتعلق بالمستقبل القادم، ودائما ما يمتد نحو دعم وبناء المستقبل وصناعة شباب الفنانين وتقديم كوادر بشرية تمتلك أدواتها الفنية والثقافية.

ليبدأ الفنان الوزير الأسبق فاروق حسنى حواره باستهلال عن معرضه الحالى ولوحاته: وسط المعرض هناك رسائل تجد فيها وقعا نفسيا وإنسانيا فهى ليست مجرد مساحات لونية لكنها تبث من المضامين مشاعر تتحرر باتجاه يتيح لنا الصعود للإيجابية والتفاؤل وبخطوط لا تعبأ بالحواجز أو الحدود، تلك أشكال فنية وتكوينات نشأت مع الفنان فى رحلة بحث عن شكل ما يمكنه من التعبير عن ذاته غير مشابه لأحد أو محاولة لمحاكاة نوع أو اتجاه من الفنون التى عرفها أو دراسها فى تمرد ينتصر فيه للذات والفن المعبر عن تفرده الفني،ويتحدث عن أسلوبه المتفرد فى فن التجريد: وجدت بأدواتى ومساحاتى الفنية تجريدا يعكس إيقاعات سمعتها فى الموسيقى العالمية لكنها بعين فنان تشكيلى وحس يدعو للبهجة والسعادة فالألوان تمثل لى قوة و اجواء من الاحتفال .

وأكد الفنان: كان اهتمامى بإقامة معرضى السنوى هذا العام داخل جدران قصر عائشة فهمى ، وهو المكان الذى يمثل لى نوستولوجيا الماضى حيث كانت البدايات من أعوام مضت وحنين يجذبنى نحو تلك الذكريات لبداية مسيرتى بالساحة التشكيلية.

وعن البدايات نسترسل الحديث بالسؤال التالى ليرد الفنان: :بدأت رحلة البحث عن عناصرى ومساحتى التشكيلية كانت بعد دراسة أكاديمية ورغم تحققى الفنى منذ أن كنت فى السادسة عشرة من عمرى حيث كان الرسم هو ملاذي، واللوحات الكلاسيكية أخذت من وقتى الكثير والتفحص بالوجوه لأجل رسم البور تريه كان يمثل التحدى ، ثم كان لوالدتى دور أساسى وأثر حيوى دفعنى وشجعنى لدراسة الفنون بشكل أكاديمى ومواصلة مسيرتى، وما تلى ذلك بتخرجى فى كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية ثم السفر للعديد من دول العالم مما أسهم فى ترسيخ الأركان المحفزة للإبداع بوجدانى الإنسانى قبل الفني. من خلال التفاعل مع العديد من الثقافات و تراكم الخبرات داخل عقلي، ووجدت ما يتلاقى معى ويكمل الرؤية الخاصة بى وأجد طريقى الذى اخترت أن اسلكه، لتغلب شخصية الفنان لديه وتعلو فوق كل متطلبات الكم أو السائد فى المجتمع أو الانطباعات العامة للفنانين مبتعداً عن كل القواعد ليكسر العديد من القوالب الجامدة، تاركاً بصمات خاصة على الساحة التشكيلية محلياً وعالمياً فكان السؤال عن كيفية وصول شباب الفنانين لرؤية خاصة بهم وبصمة تميزهم، فأكد فاروق حسنى : أن الهوية التشكيلية المتميزة لا تأتى من فراغ، بل هى نتاج جهد وتجريب و مواصلة البحث عن طريقة تعبير تمثل فرد الفنان لتتحول مع الوقت لكود خاص به غير قابل للنسخ مع بحث مستمر عن المعلومة والتجريب، فكان الطريق الذى مهده فاروق حسنى الفنان لمساحته التشكيلية برؤية تعلن انتماء أعماله نحوه دون الحاجة إلى التحقق من الإمضاء على لوحاته، ورسالته للشباب عموماً وللفنانين القادمين هى : تأكيد إيجاد ما يعبر عن كل منهم فى تفرد بعيداً عن التقليد أو التكرار، وعن حال الإعلام والثقافة وجه الفنان رسالة ورؤية عن أهمية تخريج كوادر فى مجالات الكتابة والنقد والإعلام والتى من شأنها دفع دماء جديدة تعيد تشكيل المجتمع بشكل يرسخ فيه قيم الثقافة والرؤية والابتكار، وتأكيدا منه أن الثقافة ومداومة الإطلاع هما الرهان الرابح لتكوين كيانات فنية واعية لمستقبل الساحة المصرية والعربية والعالمية ودون ذلك هو أشبه بالركض فى نفس المكان بلا تقدم.

وهنا نجد أنفسنا أمام قيمة مضافة عندما يصبح للأشخاص أدوار وبصمات وإنجازات تعلو فوق المناصب والمهام ودفع لقيم العطاء والتواصل والبناء والاستمرارية ، ليواصل مشواره وانتماءه الفنى والإبداعى من خلال مؤسسة خاصة تدعم الشباب وتعزز خطاهم المتطلعة لسماء الفن التشكيلى ومساحاته الشاسعة، مقدماً نماذج من جيل المستقبل فى دعم ورعاية تعيد لأذهاننا فكرة صناعة المبدعين وتخريج كوادر فنية متميزة.

ولتأتى المهام والإنجازات المحققة فى تاريخ الفنان فاروق حسنى جميعها ضمن شغف ظل يراوده منذ صغره وبحث دائم عن شخصية فنية تفردت بأسلوب خاص، فعندما تقلد منصبه كوزير للثقافة ترك العديد من البصمات والتطورات، مؤسساً لكيان واصل العطاء والإبداع بغض النظر عن تبدل الأزمنة أو الأماكن أو حتى كل الظروف المحيطة، ليظل بكل طواعية حاملاً للقب الوزير الفنان.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق