المطالبة بإعادة تشغيل مصنع «التجفيف»القديم أو إنشاء بديل جديد
بالرغم من تراجع إنتاجية محصول البصل فى محافظة سوهاج تدريجيا حتى عام 1997 حيث بلغت المساحات المزروعة نحو 1900 فدان فقط بعد ان كانت 14 ألف فدان عام 1972، إلا انه فى السنوات الاخيرة ونظرا للتوسع الكبير فى زراعة الأراضى الجديدة بالمحافظة بمحصول البصل ازدادت المساحة المزروعة بالمحصول حيث بلغت فى موسم 2018 ــ 2019 نحو 13.6 ألف فدان ، فضلا عن تفوقه على المحاصيل الأخرى. وأكد الدكتور رفعت علام مرعى رئيس برنامج البصل بمحطة بحوث شندويل ان محافظة سوهاج كانت تعتبر من أهم المحافظات المنتجة لمحصول البصل من حيث المساحة وانتاجية الفدان ويتميز بمميزات تصديرية عالية منها أنه مبكر فى النضج وذو حرافة عالية ويتحمل التخزين لفترة طويلة، كما يوفر الكثير من فرص العمل فى عمليات الزراعة والنقل والتسويق والتصنيع «حتى فترة قريبة» وأن مصر فى الستينيات كانت من أوائل الدول المصدرة للبصل فى العالم، حيث وصلت الكميات المصدرة الى 200 ألف طن يتم تصدره بصفة اساسية الى دول غرب أوروبا من البصل العالى الجودة المنتج فى الصعيد وبخاصة محافظة سوهاج ليأتى بذلك البصل بعد محصولى القطن والأرز من حيث العائد النقدى الأجنبى حتى السبعينيات .
ومن جانبها قالت الدكتورة أمل اسماعيل وكيلة وزارة الزراعة بسوهاج إنه فى إطار مجهودات مشروع حياة للتنمية المحلية والذى تنفذه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية يونيدو فى محافظة سوهاج، تم عقد اجتماع مشترك بين كبار متخصصى ومزارعى البصل فى المحافظة للاتفاق على الصفات المميزة لسلالة البصل السبعينى بغرض تقديم طلب إلى وزارة الزراعة لتسجيلها، والعمل على تدشين برنامج للحفاظ عليه، مشيرة إلى أن البصل السبعينى يتميز ايضا بانخفاض نسبة «النقضة» بالمحصول مما يزيد من نسبة البصل المناسب للتصدير من المحصول الناتج وجودته العالية مما يجعله مرغوبا فى الأسواق العالمية.وأوضح الدكتور عادل صبرى مسئول مشروع «حياة» بسوهاج انه تم تقديم الدعم الفنى المباشر لنحو585 مزارع بصل فى أهم مراكز زراعة البصل مثل دار السلام وجرجا وطهطا وغرب جهينة بهدف رفع الوعى بالممارسات الزراعية الجيدة وتقليل التكاليف والفاقد مما ينعكس بشكل إيجابى على زيادة الإنتاجية والجودة، وبالتالى زيادة دخل المزارع كما قام المشروع بربط عدد من شركات التصدير والتصنيع للبصل ومزارعى البصل بسوهاج بهدف الوقوف على التحديات التى تواجه المصدرين للتغلب عليها مستقبلا، جودة محصول البصل الناتجة ويرجع ذلك الى عدم زراعة تقاوى من مصادر موثوق منها وعدم تطبيق المعاملات الزراعية الموصى بها من رى وتسميد ومقاومة حشائش ومكافحة للأمراض الحشرية والفطرية وعدم اتباع المعاملات السليمة لعمليات الحصاد وما بعد الحصاد ويمكن التغلب على ذلك عن طريق اتباع الممارسات السليمة فى زراعة محصول البصل وأشار علام الى ان سوهاج كانت تمتلك أكبر مصنع فى إفريقيا ودول الشرق الأوسط لتجفيف البصل وتصديرها إلى العالم، حيث تم انشاؤه عام 1960 على مساحة 17 فدانا بمدينة سوهاج للحفاظ على محصول البصل فى محافظات صعيد مصر بشكل عام ومحافظة سوهاج بشكل خاص، حيث كان يقوم المصنع بتجفيف وتصنيع 52 ألف طن سنويا ويستقبل البصل الخام من 780 موردا من محافظات الصعيد ويتم تصديره الى دول العالم المختلفة بدون منافسة من أى دولة أخري، بالاضافة الى تصدير زيت قشر البصل الى دول فرنسا وانجلترا وبلجيكا بالعملة الأجنبية لصناعة العطور والمستحضرات الطبية، كما كان يتم استخدام القشور كعلف حيوانى وقد حصل المصنع فى فترة انتاجه على 4 شهادات جودة منها شهادة الجودة والغذاء الآمن. وبدأت مأساة المصنع فى عام 1996 حيث تم تخصخصة الشركة التى يتبعها المصنع وتم تخفيض العمالة بنسبة 25 % ثم فى عام 2008 تم اغلاق المصنع تماما وتسريح العمالة.. لذا نناشد المسئولين إعادة تشغيل المصنع أو استبداله بآخر حتى يمكنه المشاركة فى تسويق محصول البصل الناتج جنبا الى جنب مع عملية التصدير للبصل الطازج مما يسهم فى تحقيق التوازن فى أسعار البصل حتى نجنب مزارعى البصل خطر انهيار الأسعار الذى يحدث فى الكثير من المواسم !!
رابط دائم: