رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى ذكرى وفاته.. بطرس غالى دبلوماسى رفيع..
«أيقونة» السياسة الدولية.. صحفى فى بيت من زجاج

كتب ــ أبو بكر الدسوقى
د. بطرس غالى

على مدى نصف قرن لم تنقطع علاقة الدكتور بطرس بطرس غالى بمجلة «السياسة الدولية»، وهو رئيس التحرير الأول الذى استمر فى رئاستها منذ تأسيسها فى عام 1965 حتى توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة فى عام 1992، حيث كان د.غالى متعلقا بشدة بمجلته العريقة ايمانا منه بدورها ورسالتها، لدرجة أنه عندما تولى منصب وزير الدولة للشئون الخارجية فى أكتوبر 1977، اشترط أن يحتفظ برئاسة تحرير «السياسة الدولية» دون أجر، وهنا نجح الدكتور غالى فى ربط المجلة بدائرة صنع القرار، واستطاع إيجاد علاقة فريدة من نوعها بين الدبلوماسى والأكاديمى، أثمرت عن توهج مجلة السياسة الدولية كمنبر للتنوير ومركز للتفكير رائد فى مصر والعالم العربى ذى اهتمام خاص بقضايا السياسة الخارجية والأمن القومى المصرى، واهتمام عام بالقضايا العربية والدولية. وحول ظروف تأسيس المجلة، أوضح الأستاذ محمد حسنين هيكل، خلال حوار جمعه بأسرة التحرير بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس المجلة، قائلا «فكرت فى إصدار السياسة الدولية فى لحظة رأيت فيها ضرورة استشراف ما هو أبعد من المرئى فى العالم، واقترحت على بشارة تقلا أن يتولى د. بطرس غالى رئاسة تحريرها، وكنت أثق به وأقدره»

وبعد أن ترك د.بطرس غالى رئاسة تحرير السياسة الدولية ظل متابعا عن كثب لتطورها فكان الأستاذ المعلم والأب الناصح لأبنائه المحررين والكتاب ورؤساء تحرير السياسة الدولية، كما أن إسهامات الدكتور بطرس غالى العلمية لم تنقطع أبدا عن المجلة منذ أن تركها، وأبرزها مقاله الأخير، فى العدد التذكارى «السياسة الدولية خمسون عاما»، فى أبريل 2015 وكان بعنوان «التحولات العالمية...وسياسة مصر الخارجية».. وقد ذكر فيه د.غالى «أن استمرار السياسة الدولية لنصف قرن انجاز كبير فى ذاته والحاجة إليها ازدادت عما كانت عليه حين أردناها منبرا لمتابعة ما يحدث فى العالم ودراسته وتحليله فى وقت لم يكن فيه هذا النوع من المطبوعات معروفا فى العالم العربى كله». وقد أرسى الدكتور بطرس غالى ومعه د.عبد الملك عودة منهجا علميا رصينا وأسسا وقيما جليلة، شكلت الطريق القويم أو «البوصلة» التى استرشد بها كل الأساتذة الكبار الذين أسهموا فى تحرير مجلة السياسة الدولية حتى اليوم، حفظت للمجلة مكانتها باعتبارها الدورية العربية الرائدة فى مجال العلاقات الدولية رغم ظهور دوريات أخرى متميزة.

واعترافا بفضل ودور د. غالى، ظل اسمه يتصدر الصفحات الأولى من المجلة حتى الآن، كما أن مؤسسة الأهرام أقامت له حفل تأبين كبيرا وأصدرت كتابين تضمنا كل ما كتبه من مقالات ودراسات منشورة فى إصدارات الأهرام المختلفة، كما لاتزال هناك صورة كبيرة مرسومة للدكتور غالى تتصدر مكتب رئيس تحرير «السياسة الدولية» حتى اليوم عبر كل الإدارات المتعاقبة وفاء وتقديرا من أبناء السياسة الدولية للأب الروحى لهم الراحل الكبيرد.بطرس غالى، الذى أصبح عبر الزمان والمكان «أيقونة» السياسة الدولية... ولاتزال الدعوة متجددة لتكريم اسم الدكتور غالى على النحو الذى يستحقه.فى الذكرى السابعة لوفاته فى 16 فبراير 2013، والتى تحل غدا، وجب التذكير بأن سيرة السياسى والدبلوماسى المخضرم، بطرس بطرس غالى، لها أصول صحفية وبحثية قوية. فقبل «خمس سنوات فى بيت من الزجاج»، نسبة إلى كتابه الصادر نهاية التسعينات ملخصا تجربته الدبلوماسية، كان صاحب الفضل فى إصدار أسبوعية «الأهرام الاقتصادى»، كما كان أول من يترأس تحرير الدورية المتخصصة «السياسة الدولية».

بدايات تجربة «الاقتصادى» قدمها هو بقلمه على صفحات المجلة الأهرامية بمناسبة اليوبيل الذهبى لصدروها فى أبريل 2000، بعنوان «تاريخ وذكريات»، فحكى... «ولعل البداية الأولى تكمن فيما كان يربط بينى وبين صاحب الأهرام الأستاذ بشارة تكلا من صداقة وثيقة، اذ اقترح عليَ فى ذات يوم من أيام عام 1958، بأن اخرج من النطاق الجامعى الجامد، والكتابة الأكاديمية الجافة، الى نطاق أكثر رحابة وحيوية، وتجربة الكتابة فى الموضوعات الأكثر اتصالا مع الحياة السياسية والاجتماعية للبلاد، واتبع اقتراحه هذا بخطوة عملية، اذ قدمنى الى الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذى كان يتولى فى ذلك الوقت رئاسة تحرير صحيفة الأهرام، وقمت بنشر بعض المقالات فى الأهرام اليومى، كان لها صدى طيبا فى الأوساط الأكاديمية وغير الأكاديمية، مما شجعنى على الكتابة فى المجال الصحفى، بعد أن كانت اهتماماتى مقصورة على كتابة المقالات العلمية التى لا يقرأها غير الطلبة مكرهين..والزملاء مجاملين.

وفى تلك الأثناء، ومن خلال ترددى على دار الأهرام، تبلورت لدى فكرة اصدار مجلة جديدة متخصصة، وكان عملى بكلية التجارة بجامعة القاهرة، واتصالاتى مع زملائى من أساتذة الاقتصاد والمحاسبة وادارة الأعمال، هو ما شجع بشارة تكلا على أن يسند الى الأشراف على ذلك المشروع الجديد الذى اقتنع به، وفى الحقيقة كان النموذج الذى يراود مخيلتى هو مجلة The Economist البريطانية التى كنت أقرأها بانتظام.

وكانت دار الأهرام تصدر مجلة الأهرام الاقتصادى بطريقة غير منتظمة كملحق إعلامى للعدد اليومى أحياناً، وليباع مستقلاً عنه احيانا أخرى، وكان يشرف على هذا الملحق الأستاذ عزيز مرزا، الذى كان رئيسا لتحرير الأهرام قبل ابعاده ليحل محله الأستاذ هيكل. ودارت مناقشات بينى وبين هيكل وبشارة تكلا لبلورة فكرة المجلة الجديدة التى سنصدرها، وتم الاتفاق بيننا على أن تصدر بطريقة اسبوعية وفى صورة جديدة وباخراج جديد، وطلبا منى أن اتعاون مع المجموعة التى كانت تساعد عزيز ميرزا فى اخراج الأهرام الاقتصادى فى صورته القديمة، وهى المجموعة التى تتكون من الأستاذ مراد خير وزميله الأستاذ نبيل صباغ، وكان يعاونهما الأستاذ هنرى فتحى فى الإخراج، الى جانب مجموعة أخرى من الصحفيين العاملين فى الأهرام اليومى، وتمثلت الصعوبة الأولى التى اعترضتنى فى البحث عن مجموعة من الجامعيين لمساعدتى فى هذه المغامرة الصحفية التى اقدمت عليها، وقمت بالاتصال بزميلى الدكتور محمد فؤاد ابراهيم، مدرس المالية العامة بكلية التجارة، الذى كان من انشط المدرسين الشبان الجدد بجامعة القاهرة وقتها، وقد وافق على اقتراحى بالتعاون معى،

وبدأت سلسلة الاجتماعات مع الأساتذة مراد خير ونبيل صباغ ومصطفى كمال، وكان الأخير قد تخرج على ايدينا من كلية التجارة، ولكن لم تكن لديه أية تجربة صحفية، وان كان يتمتع بطاقة كبيرة، مما جعل الدكتور محمد فؤاد ابراهيم يختاره كمعاون لنا فى المشروع الجديد، وتم اتفاقنا مع الأستاذ هيكل وبشارة تكلا على أن يصدر العدد الأول مع بداية العام الجديد فى أول يناير 1959، والحقيقة تفرض علينا ان نعترف أنه لم يكن يتوافر لأى منا أية خبرة حول الكتابة الصحفية أو الإخراج الصحفى أو اصدار المجلات، وقد دفع ذلك بالصحفيين المحترفين الذين كانوا يعملون فى الأهرام اليومى بأن يصفونا بحق باننا جماعة من الأكاديميين ومن الدكاترة المبتدئين الذين يخوضون مجالا يجهلون خباياه، ولا يدركون المصاعب التى تحيط بهم، ولكنهم جميعا، وبالرغم من عدم اقتناعهم بنا أو أخذنا على محمل الجد، قد ساهموا فى تقديم المساعدات الكبيرة لنا، وفى إسداء النصح، واتذكر هنا فى هذا الخصوص، تلك النصائح التى قدمها لنا المرحوم كمال الملاخ فى فن الاخراج، ونصائح هيكل الذى فتح لنا صدره وشجعنا، وكذلك نصائح بشارة تكلا، الذى كان يهتم بالنواحى المالية والادارية ويحرص على ربحية المشروع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق