رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصر واحتفالية القبائل العربية

جاءت احتفالية القبائل العربية والعائلات المصرية تأكيدا لترابط الشعب المصرى خلف قيادته لمواجهة الأخطار التى تحيط بالأمة, مصر ذلك الاسم الذى ما إن يُذكر إلا وتحيطه هالة من الاحترام والتقدير, مصر أقدم بلاد الدنيا، على أرضها قامت أعرق الحضارات الإنسانية, مصر بلد الأمن والأمان عبر عصور الزمان, والتى مهما قيل عنها فإنها أم الدنيا قلب العروبة النابض.

من الثابت تاريخياً أن مصر قبل الإسلام لم تكن غريبة على القبائل العربية؛ بل إن بعض القبائل كانت تعيش وتتردَّد على مصر, وحينما دخلت مصر ضمن الدول العربية الإسلامية بدأت هجرات القبائل العربية تتوالى عليها وتسكن مصر حتى نكاد نجزم بأن معظم سكان مصر اليوم من القبائل العربية.

يخطئ من يظن أن القبائل العربية تعيش على أطراف مصر فى مطروح أو سيناء أو أسوان, بل إن أبناء القبائل العربية ضمن نسيج العائلات التى تشكل الأسرة المصرية، حيث لا توجد مدينة أو قرية أو نجع إلا وفيه من أبناء القبائل الذين يمثلون الوطن ... يد واحدة وشعب واحد.

ومن الجدير بالذكر أن أبناء القبائل تعايشوا مع أقباط مصر عملا بوصية النبى صلى الله عليه وسلم بأهل مصر خيراً, فمصر التى تضم أبناء لمعظم القبائل العربية التى مازال الكثير منها يعيش فى شبه الجزيرة العربية. مصر التى بها أبناء من قبائل قريش وبنى هاشم وبنى سليم وبنى هلال وغيرهم, وما تفرع عنهم ومعهم من قبائل سواء أولاد على حُراس حدود مصر الغربية, أو الترابين والحويطات والسواركة وغيرهم على حدود مصر الشرقية فى سيناء, أو المعابدة والرشايدة فى حدود مصر الجنوبية, ناهيك عن عرب الهنادى المنتشرين فى قبائل متعددة من الشرقية إلى الفيوم والبحيرة والصعيد التى فيها قبائل هوارة والأشراف وغير ذلك من القبائل فى كل ربوع مصر لا يتسع المجال لذكرهم أصبحوا عنصراً مهماً من المجتمع المصرى المسلم والمسيحي.

ولعلَّنا ندرك أن العلاقات الاجتماعية من العوامل المهمة للترابط بين دول الأمة العربية وهو ما تعيشه قبائل مصر على حدودها, وما جناحا الأمة العربية, مصر والسعودية, إلا مثال لهذه العلاقات, فذاك مصرى وابن عمه سعودى عبر شواطئ البحر الأحمر, حيث هناك مدن وقرى بها الكثير من المصاهرات التى تضم أبناء القبيلة الواحدة, مما يؤكد مدى الترابط العربى العربى من خلال القبائل العربية.

إن مصرنا الحبيبة وعالمنا العربى فى حاجة لمثل هذه الاحتفالات التى تبعث الروح الوطنية لدى مواطنى الأمة, وتؤكد المزيد من الانتماء للوطن, والعمل على تأكيد الهوية العربية التى لا مثيل لها فى العالم, فالأخوَّة العربية تربط بين العرب من الخليج إلى المحيط. إنها رسالة حب انطلقت من القاهرة عاصمة العروبة لتعيد الأمل إلى الأمة العربية لتحيا وتتمسك بهويتها؛ لتقف أمام الأطماع المحيطة التى تريد إسقاط أمة العرب, هذه الاحتفالات ليست دعماً للرئيس عبدالفتاح السيسي, فكل الشعب المصرى يدعمه ويقف خلفه، لكنها دعما للروح العربية التى يقودها هذا الرجل فى أيام سيقف عندها التاريخ طويلاً لتثبت صدق وحكمة قيادة الرئيس السيسى وأصالة الشعب المصرى فى الحفاظ على الهوية العربية.

 

> أستاذ التاريخ المعاصر ــ جامعة الزقازيق المصرية


لمزيد من مقالات ◀ د. عبد الحكيم الطحاوى

رابط دائم: