رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«دار بن لقمان».. حكاية أبرز معالم المنصورة

المنصورة ــ إبراهيم العشماوى
> مدخل دار بن لقمان

بالنسبة لطلاب المدارس، لا يتعدي التذكرة اللازمة لزيارة متحف المنصورة القومي، والمعروف بدار بن لقمان، إجمالي الثلاثة جنيهات. مبلغ زهيد مقابل مكسب ثقافي وتاريخي كبير.

فمسمي «دار بن لقمان» ينسب إلي القاضي المصري إبراهيم بن لقمان. الذي ساهم داره في إحباط حملة عدوان علي الأراضي المصرية. فخلال سنوات الحرب الصليبية، حشد لويس التاسع، ملك فرنسا، 1800 سفينة و80 ألف مقاتل لاستعادة الهيمنة علي بيت المقدس. لكن الحظ العثر للملك الفرنسي أسقطه في أيدي الشعب المصري. فبعد استيلائه علي دمياط وفارسكور وحتي البرامون وبحر أشموم في طناح، حاول إجتياز المنصورة إلي القاهرة .

فإذا بالفلاحين المصريين يلقنوه درسا لا ينساه باستخدام أدواتهم المتواضعة للقتال، حتي سقط أسيرا ، ويقاد مصفدا في أغلاله إلي دار القاضي إبراهيم بن لقمان كاتب الإنشاء. ويدخلها منحنيا من باب صغير صنع خصيصا له ارتفاعه 40 سم وينام علي أريكة خشبية لمدة شهر كامل تطارده كوابيس العار، قبل أن تدفع زوجته مارجريت فدية قدرها 10 ملايين فرانك لإطلاق سراحه. وتعهد وقتها الملك الفرنسي بعدم العودة إلي أراضي مصر، فكان آخر قادة الحملات الصليبية.

يصرح عبد المقصود صقر، مدير متحف المنصورة، للأهرام بأن «دار بن لقمان» تم تخصيصها كمتحف قومي للمنصورة تخليدا لذكري انتصارات جيش مصر وأبناء محافظة الدقهلية، وافتتحها الرئيس جمال عبدالناصر في 7مايو 1960م . وشهد المتحف إعادة افتتاحه عام 2015، بعد عملية تطوير واسعة وترميم بالتعاون بين وزارتي الثقافة والآثار.

> تجسيد شخوص معركة لويس التاسع

يحكي صقر أن المتحف يضم 46 قطعة، أبرزها بعض الأدوات الحربية، مثل الأسلحة وملابس الحرب الخاصة بواقعة سقوط لويس التاسع، والخوذة المعدنية، والمقعد الذي جلس عليه الملك الفرنسي وقت أسره. كما تضم مجموعة المعروضات، بعض الخرائط المجسمة التي تصور هجوم الصليبيين وهزيمتهم، بالإضافة إلي لوحة زيتية تصور معركة فارسكور وأخري تصور لويس التاسع في طريقه إلي الدار. وأخري تصوره أثناء تسديد الفدية، ولوحة إضافية تصور معركة المنصورة التي انتهت بوقوع الملك أسيرا.

تأسست دار بن لقمان علي شاطئ النيل مع بدايات إنشاء الكامل محمد بن العادل لمدينة المنصورة عام 975م تقريبا، حيث كانت المدينة عبارة عن جزيرة صغيرة يطلق عليها «جزيرة الورد». وبدأت آثار العمران تظهر بها، لتصبح ملتقي للتجارة بين الأقاليم. وبمرور الزمن ابتعد النيل عن « جزيرة الورد» بحوالي 500 متر. وقد شيدت الدار علي الطراز العربي القديم، لتتكون من «سلاملك» لسكن الرجال، و»حرملك» لسكن النساء.

 ويشرح الدكتور رضا سيد أحمد عميد كلية الآداب بجامعة المنصورة وأستاذ التاريخ والآثار، المزيد حول نشأة وتطور المنصورة، «جاءت الحملة الفرنسية علي مصر بعد تأسيس مدينة المنصورة وساعد علي نموها بقاء الملك الكامل بها عامين مما شجع الأمراء والأعيان علي الاستقرار بها وعادت المنصورة بعد 30 عاما لتكون الصخرة التي تحطمت عليها حملة الفريق السابع بقيادة لويس التاسع وبدأت ملحمة البطولة بعد احتلال الحملة لدمياط في 5 يونيو 1249 م».

ويضيف حول ملابسات المعركة التي انتهت فعليا داخل دار بن لقمان، «اتخذ الملك الصالح المنصورة خط دفاع جديدا لمنع الحملة من الزحف نحو القاهرة وتقدم الفرنجة ناحية المنصورة مرورا بفارسكور ثم البرامون وعسكر الغزاة قبل جديلة وكان يفصل بين المعسكرين بحر أشموم ودارت معركة جديلة الأولي التي حقق فيها الغزاة  نصرا محدودا مما أغراهم بغزو المنصورة، والتي وضع  بيبرس خطة الدفاع عنها بتوزيع جنود عند كل تقاطع الشوارع وأمرهم بالاختفاء فيه والتزم الأهالي في مساكنهم.»

ويشير الدكتور رضا، إلي دخول الغزاة  المنصورة  من الناحية الشرقية، وظنهم أنه تم إخلاؤها لخلو شوارعها من المارة، ولكن بالاقتراب من مقر قصر السلطان، خرج عليهم الجنود والأهالي، فجرت معركة المنصورة في 8 فبراير وتعرض الغزاة  للهزيمة.

وتعقب المصريون مجموعة من الغزاة الذين حاولوا الهرب، ليلقوا حتفهم غرقا، ويطلق علي المنطقة «ميت الغرقا» أو «ميت الكرماء». وفي يوم الجمعة 11 فبراير 1250م دارت معركة جديلة الثانية والتي تعرض فيها الملك للهزيمة فقرر التراجع إلي دمياط لتبدأ دراما الأسر والفدية ويصبح لدار بن لقمان تاريخ ومكانة لا يمكن تجاوزها.

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق