وضع المصريون القدماء أول تقويم لشهور السنة، وكان تقويما «شمسيا»، وقسموا السنة إلى ثلاثة فصول رئيسية متضمنة 12 شهرا. وفى البداية، لم يكن للشهور، وفقا للمصريين القدماء، مسميات. ولكنهم لاحقا وبدءا من الأسرة الـ 26، أطلقوا على كل شهر اسم أحد آلهتهم.
ووفقا لشهادة المؤرخ الإغريقى هيرودوت، فإن المصريين القدماء تفوقوا على اليونانيين من حيث دقة حساب الشهر على أساس 30 يوما. وكان هذا التقويم الرائد والدقيق من صنع الفلكى المصرى القديم توت، والذى تم تكريمه بإطلاق اسمه على أول شهر.
وفى عام 1839، أصدر الحاكم محمد على أوامره باتخاذ «السنة التوتية» أساسا لحسابات الحكومة. وفى 4 يوليو 1875، اعتمد الخديو إسماعيل «التقويم التوتى» جنبا إلى جنب مع التقويم الميلادى والهجرى.
واعتمد المصريون طوال الأزمنة على هذا التقويم فى حساب مواعيد الزراعة وحصاد المحاصيل ، وأطلقوا على كل شهر، «مثل خاص» يصف حالة خاصة به فقط. فيقال «توت الكتكوت يأكل ويموت» فى إشارة إلى أجواء شهر سبتمبر التى تصيب الكتاكيت بالأمراض. وما يليه «بابه ادخل واقفل البوابة»، لأن أكتوبر شهر تخزين المحاصيل الزراعية، فيخشى على المخزون من اللصوص. ثم «هاتور أبو الذهب المنثور» ويقصدون بـ«هاتور» شهر نوفمبر، حيث يشهد تخزين حبوب الذرة التى نضجت، و«كيهك صباحك كمساك،تقوم من فرشك تحضر عشاك» فى إشارة إلى نهار ديسمبر الذى يتسم بأنه أقصر مايكون.
أما «طوبة تصير الصبية كركوبة» دليل على شدة البرد فى شهر يناير، حتى إن الصبية القوية تصاب بالبرد الشديد ويغيب نشاطها كامرأة عجوز.
و«أمشير يقول للزرع سير سير»، حيث تبدأ حرارة بطن الأرض فى فبراير فى الارتفاع ويبدأ الزرع فى النمو. و«برمهات روح الغيط وهات» دلالة على نضج الزرع فى شهر مارس. و«برمودة دقوا الشعير بالعمودة، ولايبقى فى الغيط ولاعودة» لأن المحصول ينضج وأوشك على دخول مرحلة «الطحن» فى أبريل.
و«بشنس إكنس البيت كنس» فى إشارة إلى شهر مايو، ونفاد المحصول المخزون خلال أيامه.
و(بؤونة الحجر) فى إشارة إلى شهر يونيو، وارتفاع الحرارة وتأثيرها على الحجر، أما يوليو، فهو «أبيب»، ويقال عنه «من يأكل الملوخية فى أبيب يجيب لبطنه طبيب»، لأن عودها يكون صغيرًا، وقد يختلط بعيدان أخرى ضارة. وفى أغسطس، «مسرى»، «فى مسرى تجرى كل ترعةعسرة» لكثرة الفيضان.
رابط دائم: