رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اللهجة «السيناوية».. أنواع وأصول

العريش ــ حسناء الشريف
> سيناء موطن لواحدة من أكثر اللهجات ثراء فى مصر

مثلها مثل باقى ربوع مصر، لأهل سيناء لهجة خاصة يتوارثها الأبناء وتعكس خصائص وتفرد بيئتهم. ولهجة أهالى سيناء، التى تعد شكلا من أشكال اللغة العربية على النسق المصري، تنقسم فى واقع الأمر إلى ثلاث مدارس رئيسية.

فوفقا لعبد العزيز الغالى، عضو اتحاد الكتاب، هناك أولا، اللهجة البدوية، التى يتحدث بها قاطنو التجمعات البدوية مثل رفح والشيخ زويد وبئر العبد، حيث تأثر سكان هذه المناطق بالبيئة الصحراوية.

ومن جانبه، يوضح عبد القادر مبارك، باحث فى التراث السيناوى، أن اللهجة البدوية تعكس الكثير من قواعد اللغة العربية بشكلها الكلاسيكى مع بعض التعديل. ويشرح أن بدو سيناء يعمدون إلي  تسكين أواخر الكلمات. وفى كثير من الأحيان، يعمدون أيضا إلى تسكين بداية الكلمات المنونة، أيا كان موقعها من الإعراب. ومن عادات اللهجة البدوية، إدخال حرف «الباء» فى بدايات الفعل المضارع، مثل «بيعرف» و«بيكتب» و«بيمشى».

هناك خصوصيات أخرى للهجة البدوية التى ينقلب فيها حرف «القاف»، لينطق مثل الـ«جيم» فى اللهجة العامية المصرية، مع الاعتياد على نطق حرف «الضاد» كـ«ظاء». وهناك تعمد لنطق «همزة» الوسط، كـ«عين» أو «ياء»، فتصبح «سؤال»، «سعال»، و«ذئب» تتحول إلى «ذيب». وتحذف الهمزة نهائيا فى نهاية الكلمة، على غرار العامية المصرية، كما فى «صحراء» التى تتحول إلى «صحرا»، و«سماء» التى تتحول إلى «سما».

ويعتبر النطق السليم لحرفى «الثاء» و«الذال» بمثابة المعيار الفعلى وفقا لعدد من القبائل للتفريق ما بين البدوى الأصيل وغير البدوى.

ويعود غالى إلى سياق الحديث، موضحا أن ثانى اللهجات الرائجة فى سيناء، هى «اللهجة العرايشية»، التى يتحدث بها أهالى مدينة العريش، وتحتوى على العديد من المصطلحات التركية التى اكتسبها أهالى العريش أثناء فترة الحكم العثمانى وبحكم مجاورتهم لقلعة سليمان القانوني. وضرب الغالى مثلا، بكلمة «يلكن» وتعنى «يمكن» أو «ربما». وكذلك كلمة «طهبوج»، وتعنى الشخص الذى لا يهتم بمظهره.

وفى خمسينيات القرن الماضى، كان أهالى سيناء يستخدمون لفظة «كنيف»، فى الإشارة إلى بيوت الخلاء أو«المراحيض»، وهى كلمة تركية أصيلة تستخدم حتى الآن وتكتب على واجهات المراحيض العامة. وهناك أيضا لفظة «موتب»، وتعنى الشخص الكسول.

وثالث اللهجات، هى اللهجة القاهرية، ويطلق هذا التعبير على اللهجة التى نتجت عن تأثر أهالى سيناء بفكرة الاختلاط بأهالى القاهرة أو غيرها من المحافظات.

ويتفق خبراء التراث فى سيناء على ضرورة تدوين التراث اللغوى «السيناوى»، وتعريف المجتمع المصرى بخصائصها ومواطن الثراء بها. فهناك مطالب بتدوين «الأمثال البدوية»، بما تعكسه من ثراء لغوى وتجسيد لعناصر الثقافة السيناوية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق